اشتباكات في سوريا عقب تفجير مسجد للعلويين.. ماذا يحدث؟

ديسمبر ٢٨, ٢٠٢٥

شارك المقال

اشتباكات في سوريا عقب تفجير مسجد للعلويين.. ماذا يحدث؟

شهد الساحل السوري، الأحد، توترًا أمنيًا عقب اندلاع مواجهات بين محتجين من أبناء الطائفة العلوية وآخرين مناهضين لهم، وذلك بعد يومين من تفجير استهدف مسجد علوي في مدينة حمص أثناء أداء الصلاة، وأسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 18 آخرين.

احتجاجات وأجواء مشحونة

وامتدت الاحتجاجات إلى مدن اللاذقية وطرطوس ومناطق ساحلية أخرى، حيث خرج آلاف المتظاهرين وسط أجواء مشحونة. وكان قد دعا إلى تنظيم تظاهرات اليوم الأحد الشيخ العلوي غزال غزال، المقيم خارج سوريا، والذي يترأس جماعة تُعرف باسم "المجلس الإسلامي العلوي في سوريا والشتات".

وجرى رصد متظاهرون موالون للحكومة في مدينة اللاذقية، أثناء رشق محتجين من الطائفة العلوية بالحجارة، في حين أقدمت مجموعة من المتظاهرين على الاعتداء على مشارك معارض كان قد انضم إليهم. وتدخلت قوات الأمن لمحاولة احتواء الاشتباكات، مطلِقة أعيرة نارية في الهواء لتفريق الطرفين. وأسفرت المواجهات عن إصابة عدد من المتظاهرين، دون صدور حصيلة دقيقة حتى الآن.

وفي سياق متصل، أفاد التلفزيون السوري الرسمي بإصابة عنصرين من قوات الأمن في محافظة طرطوس، إثر إلقاء قنبلة يدوية على مركز للشرطة، كما أُضرمت النيران في عدد من الآليات التابعة لقوات الأمن في مدينة اللاذقية.

تحقيقات أولية في تفجير المسجد

وأعلنت مصادر رسمية أن التحقيقات الأولية ترجّح استخدام عبوات ناسفة زُرعت داخل المسجد، فيما لم تكشف السلطات حتى الآن عن الجهة المسؤولة أو أي مشتبه بهم في الهجوم الذي وقع يوم الجمعة. وكانت مراسم تشييع الضحايا قد أُقيمت يوم السبت وسط إجراءات أمنية مشددة.

أفادت تقارير بأن جماعة غير معروفة، تطلق على نفسها اسم "سرايا أنصار السنة"، أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم عبر بيان نُشر على قناتها في تطبيق "تيليجرام". وذكرت الجماعة في بيانها أن التفجير استهدف أفرادًا من الطائفة العلوية، وهي طائفة دينية تُعد فرعًا من الإسلام الشيعي، وغالبًا ما تتعرض لخطاب تكفيري من قبل جماعات إسلامية متشددة.

أحداث طائفية متكررة

شهدت سوريا موجات متكررة من التوترات الطائفية منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، الذي أطاح به هجوم مباغت شنّته قوات المعارضة في ديسمبر 2024، منهياً نحو 14 عاماً من الحرب الأهلية. وكان الأسد، المنتمي إلى الطائفة العلوية، قد غادر البلاد إلى روسيا عقب سقوطه.

وفي مارس الماضي، فجّر كمين نفذه موالون للأسد ضد قوات الأمن أعمال عنف استمرت عدة أيام، وأسفرت عن مقتل مئات الأشخاص، غالبيتهم من أبناء الطائفة العلوية. ورغم تراجع حدة المواجهات لاحقاً، تشير تقارير إلى استمرار تعرض العلويين لهجمات طائفية متفرقة.

كما عبّر أبناء الطائفة عن شكاوى متزايدة من التمييز في التوظيف الحكومي منذ سقوط النظام السابق، إضافة إلى اعتقال شبان علويين دون توجيه اتهامات رسمية لهم. ويأتي ذلك في سياق تحوّل لافت، بعدما كان العلويون يتمتعون بتمثيل واسع في مؤسسات الدولة، ولا سيما الجيش والأجهزة الأمنية، خلال حكم عائلة الأسد.

وفي أعقاب الهجوم الأخير، أدانت السلطات الحكومية التفجير وتعهدت بملاحقة المسؤولين عنه وتقديمهم إلى العدالة، إلا أنها لم تعلن حتى الآن عن تنفيذ أي اعتقالات.

اقرأ أيضًا:

انفجار في مسجد بسوريا والمملكة تستنكر.. ماذا حدث؟

عشرات الدول ترفض الاعتراف بقيام دولة أرض الصومال.. لماذا؟
بعد الاعتراف الإسرائيلي بها.. ما نعرفه عن "أرض الصومال"

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech