تتعدد أسباب الهجرة إلى الولايات المتحدة بين مجموعات المهاجرين الآسيويين. لكل مجموعة دوافعها وأهدافها التي تختلف عن غيرها، ولكنها تتقاطع في العديد من الجوانب. أظهرت دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث أن الهجرة لأغراض التعليم، الاقتصاد، الأسرة، والأمن هي من الأسباب الرئيسية التي دفعت بمهاجرين من الصين، الهند، الفلبين، كوريا الجنوبية، وفيتنام لاختيار الولايات المتحدة كوجهة للعيش.
الهجرة من الصين والهند: التعليم سبب شائع
بالنسبة للمهاجرين من الصين، كان التعليم هو السبب الأكثر شيوعًا للهجرة إلى الولايات المتحدة، حيث أشار 38% منهم إلى ذلك. يتماشى هذا مع إحصائيات الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة، حيث يمثل الصينيون أكبر مجموعة طلابية دولية. كما أن الهجرة لأجل العائلة كانت الدافع الثاني للمهاجرين الصينيين، إذ ذكر 31% من الصينيين أن لمّ شمل العائلة كان السبب.
أما المهاجرون الهنود، فقد فضّل 42% منهم الهجرة لأسباب اقتصادية، وهي النسبة الأعلى بين المهاجرين الآسيويين. مع ذلك، أشار 29% من المهاجرين الهنود إلى التعليم كدافع للهجرة، مما يعكس مكانة الهند كثاني أكبر دولة من حيث عدد الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة.
الهجرة من الفلبين وكوريا الجنوبية: فرص اقتصادية وشؤون عائلية
بالنسبة للمهاجرين الفلبينيين، كانت الأسباب الاقتصادية ولمّ الشمل العائلي على نفس الأهمية. فقد أشار 41% من الفلبينيين إلى كل من هذين السببين للهجرة. ويعود تاريخ الهجرة الفلبينية إلى أوائل القرن العشرين، حينما ضمّت الولايات المتحدة الفلبين، مما ساهم في تدفق الفلبينيين عبر السنوات. أما الكوريون الجنوبيون، فقد كانت الروابط العائلية هي المحرك الأساسي لهجرتهم، حيث ذكر 38% منهم ذلك. وتأتي الأسباب التعليمية في المرتبة الثانية بنسبة 28%.
الهجرة الفيتنامية: الهروب من النزاع والاضطهاد
أغلب المهاجرين الفيتناميين ذكروا أن السبب الرئيسي لهجرتهم هو الهروب من النزاعات والاضطهاد، بنسبة 44%. بعد انسحاب القوات الأميركية من فيتنام في عام 1975، هاجر العديد من الفيتناميين إلى الولايات المتحدة بحثًا عن الأمان، خاصة أولئك الذين كانوا على صلة بالجيش الأميركي. أما السبب الثاني لهجرة الفيتناميين، فقد كان لمّ شمل العائلة بنسبة 29%.
تقييم التجربة الأميركية: نظرة إيجابية مع تحفّظات
أبدى حوالي ثلاثة أرباع المهاجرين الآسيويين رضاهم عن قرارهم بالهجرة إلى الولايات المتحدة، حيث قالوا إنهم سيختارون الهجرة مرة أخرى. ومع ذلك، كان الهنود الأقل رغبة في اتخاذ هذا القرار مجددًا، إذ أشار 15% منهم إلى أنهم سيختارون البقاء في بلادهم لو أُتيحت لهم الفرصة مرة أخرى. أما بالنسبة لتحسن مستوى المعيشة، فقد أفاد حوالي ثلاثة أرباع المهاجرين أن مستوى معيشتهم قد ارتفع مقارنة بآبائهم. لكن، لم يكن هناك ذات التفاؤل بشأن مستقبل أبنائهم، حيث توقع حوالي نصفهم فقط تحسن مستوى معيشة الأجيال القادمة.
في المجمل
يجد المهاجرون الآسيويون في الولايات المتحدة فرصًا لتحسين حياتهم وحياة عائلاتهم، خاصة في مجالات التعليم، الحرية، والمساواة. ومع ذلك، تبقى قوة الروابط العائلية أكثر وضوحًا في أوطانهم، مما يخلق توازنًا بين الفوائد والتحديات التي يواجهها المهاجرون في مجتمعهم الجديد.