تكشف الأرقام عن أن الوفيات الناجمة عن الإصابة بالعدوى البكتيرية أو مضادات الميكروبات، تفوق عدد الذين يموتون نتيجة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز أو الملاريا أو السرطانات باستثناء “الرئة”.
وعلى الرغم من أن العدوى البكتيرية المقاومة للأدوية تُشكّل تهديدًا خطيرًا على صحة الإنسان، إلا أن هناك فجوة بين الوفيات الناتجة عنها وجهود البحث.
ولتوضيح هذه الفجوة، أعد موقع Visual Capitalist المخطط التالي بالتعاون مع معهد MSCI للاستدامة.
الفرق بين الوفيات والأبحاث
تتسبب العدوى البكتيرية في نحو 14% من الوفيات على مستوى العالم، وحوالي نصفها يتعلق بالمقاومة.
وفي المقابل، تُخَصص 2% فقط من التجارب السريرية لدراسة العدوى البكتيرية.
وفي الوقت الذي تتزايد فيه مقاومة المرضى للمضادات الحيوية، تظهر الحاجة لضرورة تطوير أدوية جديدة ولكن الأبحاث مُقصرة.
ولكن هناك المزيد من المنتجات قيد التطوير لعلاج السرطان والحالات العصبية والنفسية وغيرها من الأمراض غير المعدية.
ولكن بعض هذه الأدوية لا تمتلك المفعول الأقوى عند مقارنتها بالموجودة حاليًا، إلى جانب أن عدد قليل منها يستهدف البكتيريا الأكثر مقاومة، وفق منظمة الصحة العالمية.
تحديات وصعوبات
يرجع بطء الشركات في تطوير عدد قليل من الأدوية إلى التحديات والنقص في التمويل، خصوصًا وأن 81% من العلاجات المضادة للبكتيريا في الاختبارات السريرية تنتجها شركات صغيرة.
ولا تتمكن تلك الشركات من الحصول على التمويل المستمر خلال فترة تطوير المنتج.
من ناحية أخرى، المضادات الحيوية هي أكثر الأدوية التي يتم التعامل معها بحذر وتكون دائمًا بمثابة حل أخير في رحلة العلاج، ولذلك لا تحقق الشركات مبيعات قوية منها.
وبالمقارنة مع العديد من الأدوية الأخرى، تُستخدم المضادات الحيوية لفترة زمنية أقصر ولها عمر افتراضي محدود بسبب المقاومة المتزايدة.
ولذلك فإن نقص التمويل لتطوير العلاجات الجديدة أزمة تواجه هذا القطاع، ولكنها في نفس الوقت فرصة سانحة أمام المستثمرين.
فرصة استثمار
يمكن أن تساهم الحكومات بدور كبير في معالجة تلك القضايا، وأبرز مثال على ذلك هو نموذج “الاشتراك” الذي تتبناه المملكة المتحدة في التعامل مع المضادات الحيوية.
وفي هذا النموذج يتم تحصيل مقابل مادي من الشركات على حسب قيمة الأدوية التي تحتاجها وليس كميتها.
كما توجد فرصة سانحة للمستثمرين لدفع عجلة التطوير في هذا المجال للأمام، إذ يمكنهم السعي في حل قضايا مقاومة مضاد الميكروبات، مثل استخدام المضادات الحيوية من قِبَل منتجي اللحوم.
كما يمكنهم المشاركة في تسريع عملية تطوير الأبحاث التي تؤدي لإنتاج منتجات جديدة وكذلك العلاجات البديلة.
المصدر: Visual Capitalist