يعد قياس السعادة أمرًا معقدًا للغاية، إذ تتأثر رفاهية الناس بعدة عوامل، وعلى الرغم من أن الفرص الاقتصادية والتعليم قد يسهمان في تحسين مستويات الرفاهة، إلا أن السعادة غالبًا ما تقيم من زوايا متعددة.
تشمل هذه الزوايا عوامل “داخلية” مثل الانسجام الشخصي، وعوامل “خارجية” مثل التفاعلات الاجتماعية، بالإضافة إلى جوانب ترتبط بتحقيق الذات والرضا الوظيفي.
منهجية قياس السعادة
في محاولة لتحليل سعادة الدول، استند القائمون على التصنيف إلى مجموعة من المؤشرات التي تشمل:
نسبة السكان الذين أفادوا بأنهم سعداء.
درجة الرضا عن الحياة (تقييم من 1 إلى 10).
نسبة السكان الذين أفادوا بالاستمتاع اليومي.
نسبة السكان الذين أشاروا إلى وجود شبكة دعم اجتماعي جيدة.
معدل الانتحار لكل 100,000 شخص.
المملكة المتحدة في صدارة التقييم
قد يبدو مفاجئًا للبعض أن المملكة المتحدة تتصدر القائمة كأسعد دولة، ويعزز هذا التصنيف مستويات عالية من السعادة بين كبار السن.
ورغم ذلك، يتناقض هذا مع تقرير السعادة العالمي لعام 2024، الذي يضع المملكة المتحدة في المرتبة العشرين من بين 143 دولة. وتشير مؤشرات أخرى، مثل تقارير الأمم المتحدة، إلى أن المملكة المتحدة تحتل وضعًا مشابهًا عالميًا.
تباينات السعادة العالمية
في إندونيسيا، عبر 79% من المواطنين عن سعادتهم، وهو ما يفوق المتوسط العالمي البالغ 73%، بينما تحتل الولايات المتحدة المرتبة العاشرة في هذا التقييم، ما يشير إلى أن القوة الاقتصادية ليست دائمًا عاملًا حاسمًا في تحقيق السعادة، فقد أظهرت البيانات أن معدلات السعادة في أمريكا كانت في تراجع خلال العقدين الماضيين، وخاصة بين الأجيال الشابة.
الهند وكوريا الجنوبية.. تحديات سعادة كبرى
أما الهند، فقد جاءت في المرتبة الأخيرة، ويعود ذلك إلى انعدام الثقة الواسع في المؤسسات، إضافة إلى التفاوت الكبير في الدخل وضعف الحراك الاجتماعي.
كما جاءت كوريا الجنوبية في مرتبة قريبة من القاع على الرغم من كونها واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم، حيث أعرب 74% من المواطنين عن عدم رضاهم عن المناخ الاجتماعي والسياسي.
المصدر: