أظهرت دراسة جديدة وجود ارتباط بين قلة النوم والمشي، ما قد يؤثر في قدرتك المشي عمدًا وتجنب العقبات والحفاظ على التوازن.
وقال مؤلف الدراسة هيرمانو كريبس، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة ميريلاند: “تظهر النتائج أن المشي ليس عملية تلقائية، ويمكن أن يتأثر بالحرمان من النوم”.
اعتاد العلماء على الاعتقاد بأن المشي كان عملية تلقائية بالكامل.. نوجه أنفسنا في الاتجاه الذي نريد السير فيه وتتولى أجسامنا المسئولية تلقائيًا بمساعدة معرفية قليلة.
أظهرت الأبحاث الآن أن الأمر ليس كذلك.. فإن الدماغ يتفاعل مع الإشارات المرئية أو السمعية في طريقنا، ويضبط مشيتنا للإبطاء أو التسريع حسب الحاجة.. في حالة الموسيقى مثلًا قد نقوم بتعديل خطواتنا للحفاظ على الإيقاع دون أن ندرك ذلك.
عدد ساعات النوم المطلوبة
للحصول على قوة الدماغ المثلى، يحتاج البالغون إلى النوم 7 ساعات على الأقل في الليلة، بينما يحتاج الأطفال في سن المدرسة من 9 إلى 12 ساعة، ويحتاج المراهقون من 8 إلى 10 ساعات كل ليلة، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
ركزت الدراسة الجديدة، على طلاب جامعيين يعانون من قلة النوم في جامعة ساو باولو بالبرازيل، ارتدى الطلاب أجهزة تتبع النوم لمدة 14 يومًا لتسجيل فترات نومهم واستيقاظهم، في المتوسط ينام الطلاب حوالي 6 ساعات في الليلة.
وبعد ذلك، استيقظ نصف المجموعة طوال الليل قبل إجراء اختبار جهاز المشي، حيث طُلب منهم مواكبة أداة رقص الإيقاع.
وقال المؤلف الرئيسي ارتورو فورن، الأستاذ المشارك في قسم هندسة الميكاترونيك في جامعة ساو باولو، “كان عليهم مزامنة ضربات أرجلهم مع الإيقاع، ووجدنا أن الأخطاء كانت أكبر لدى الأشخاص الذين يعانون من الحرمان الحاد من النوم”.
تعويض النوم
الغريب أن الطلاب الذين حاولوا تعويض قلة النوم لديهم من خلال النوم في عطلات نهاية الأسبوع، كان أداؤهم أفضل قليلاً في المهمة، ومع ذلك فإن هذه ليست إستراتيجية يوصي بها معظم خبراء النوم.
ووجدت الدراسات أن تغيير وقت النوم المعتاد والاستيقاظ بمقدار 90 دقيقة يزيد بشكل كبير من فرصتك في الإصابة بنوبة قلبية أو مرض قلبي.
تعد الدراسة رسالة مهمة حول الحاجة إلى النوم الكافي، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعملون في الصناعات التي يكون فيها العمل بنظام الورديات أمرًا شائعًا أو حيث قد تكون المشية غير المستقرة خطيرة.
يشير فورنر كورديرو إلى أن التعويض عن النوم يمكن أن يكون استراتيجية مهمة، على سبيل المثال، بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الحرمان المزمن من النوم، مثل عمال المناوبة والأطباء وبعض الأفراد العسكريين، إذا قاموا ببناء تعويض نوم منتظم، فقد يكون لديهم سيطرة أفضل على مشيتهم.
كيفية بناء عادات النوم
من الممكن استعادة السيطرة على النوم من خلال تدريب العقل، وإحدى أهم التوصيات هي التمرين الكافي أقل من 10 دقائق في اليوم من المشي أو ركوب الدراجات أو غيرها من التمارين الرياضية، ويمكن أن تحسن بشكل كبير من جودة النوم أثناء الليل.
أيضًا لا بد من الابتعاد عن شرب القهوة بعد الساعة الثالثة مساءً، وتهيئة الغرفة للحصول على نوم مثالي على سرير ووسائد مريحة، والحفاظ على برودة الغرفة، وعدم مشاهدة التلفزيون أو العمل في غرفة النوم.. على أن يفكر العقل في الغرفة على أنها للنوم فقط.
يجب أيضًا التخلص من جميع الأضواء الساطعة، حتى الضوء الأزرق للهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة، يُفضل أخذ حمام دافئ أو قراءة كتاب أو الاستماع إلى موسيقى مهدئة أو التأمل أو القيام بتمارين تمدد خفيفة، كلها خيارات جيدة لتجهيز عقلك للنوم.