صحة

رغم توافرها في الدول الغنية.. لا لقاحات لجدري القرود في إفريقيا

في ظل تفشي مرض الجدري القردي في الكونغو وعدة دول إفريقية، تواجه القارة نقصًا كبيرًا في اللقاحات.. والتي يمكن أن تساعد في السيطرة على الأزمة. ورغم وجود مخزون هائل من اللقاحات في الدول الغنية، فإن ما تم التبرع به حتى الآن لا يغطي سوى جزء بسيط من الحاجة الفعلية في إفريقيا.

النقص الحاد في اللقاحات

يقدّر مركز السيطرة على الأمراض في إفريقيا، أن هناك حاجة إلى حوالي 18 إلى 22 مليون جرعة.. لتطعيم 10 ملايين شخص خلال الأشهر الستة المقبلة. ومع ذلك، تم التبرع بأقل من 4 ملايين جرعة فقط حتى الآن. هذا الفارق الكبير بين الحاجة والتبرعات يعوق الجهود الرامية للسيطرة على تفشي المرض.

اللقاحات موجودة ولكن لا تصل إلى إفريقيا

الدول الغنية مثل الولايات المتحدة، كندا، واليابان لديها مئات الملايين من جرعات اللقاحات المخزنة منذ سنوات تحسبًا لعودة مرض الجدري. ورغم ذلك، لم يتم توجيه سوى جزء صغير جدًا منها إلى إفريقيا. يقول الخبراء إن بعض هذه اللقاحات، إذا تم استخدامها في الوقت المناسب، يمكن أن تساعد في الحد من تفشي المرض في الكونغو والدول المجاورة.

تحديات تتجاوز اللقاحات

بجانب نقص اللقاحات، تواجه الاستجابة لتفشي الجدري القردي تحديات أخرى.. منها الإجراءات التنظيمية البطيئة، وارتفاع أسعار اللقاحات، وتعدد الأزمات الصحية في الكونغو. يوضح الخبراء أن اللقاحات وحدها ليست حلاً سحريًا، حيث تحتاج البلدان المتضررة أيضًا إلى الوصول إلى وسائل الفحص والتوعية لاحتواء المرض بشكل فعال.

الفجوة في الوصول إلى اللقاحات

التفاوت الكبير في توزيع اللقاحات بين الدول الغنية والدول النامية يعكس عدم الاستعداد الدولي لمكافحة الفيروسات في الأماكن التي تظهر فيها. يتحدث الخبراء عن خطر إهمال الأمراض المعدية في البلدان الفقيرة، مما يزيد من احتمالية انتشارها عالميًا. ويقول بيتر مايباردوك، مدير الوصول إلى الأدوية في مجموعة Public Citizen، “إهمال مكافحة الأمراض الفيروسية في الأماكن التي تظهر فيها يشكل خطرًا كبيرًا على الناس في جميع أنحاء العالم.”

خاتمة

في الوقت الذي تستمر فيه الجهود للتصدي لتفشي الجدري القردي في إفريقيا، يبقى الحل في توفير المزيد من اللقاحات والدعم الطبي الفعال. يظل السؤال هو: هل يمكن للمجتمع الدولي أن يغير نهجه ويقدم الدعم اللازم قبل أن يتفاقم الوضع؟