تشهد غزة تصعيدًا جديدًا في الصراع بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي. حيث أفادت مصادر طبية فلسطينية بمقتل ما لا يقل عن 61 شخصًا في غضون 48 ساعة فقط جراء الغارات الإسرائيلية المكثفة. يأتي هذا التصعيد في وقت لا تزال فيه جهود الوساطة الإقليمية والدولية.. عاجزة عن تحقيق تقدم نحو وقف إطلاق النار.
الغارات الجوية واستهداف المدنيين
في أحد الهجمات الأخيرة، استهدفت الطائرات الإسرائيلية مدرسة حليمة السعدية في مخيم جباليا للاجئين، والتي كانت تؤوي عائلات فلسطينية نازحة جراء القصف. وأسفرت الغارة عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 15 آخرين. وفقًا للجيش الإسرائيلي، كان الهدف من الغارة مركز قيادة تابع لحركة حماس داخل المدرسة، وهو ما تنفيه الحركة.. متهمة إسرائيل باستخدام المدنيين كذريعة لتبرير استهداف المنشآت المدنية.
استهداف المدارس ومراكز الإيواء
وفي هجوم آخر، قتلت غارة إسرائيلية خمسة أشخاص في غزة المدينة، بينما استهدفت غارة أخرى مدرسة عمرو بن العاص في حي الشيخ رضوان.. ما أدى إلى مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة 25 آخرين. ويزعم الاحتلال أن المدرسة كانت تستخدم كمركز قيادة للمقاومة الفلسطينية.
المقاومة الفلسطينية وتصاعد القتال
رغم القصف الإسرائيلي المستمر، أعلنت الأجنحة المسلحة لحركات حماس والجهاد الإسلامي وفتح.. عن تصديها للقوات الإسرائيلية في مناطق مختلفة من القطاع، باستخدام الصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون. كما تم استهداف دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية عبر زرع عبوات ناسفة.
تبادل الطرفان الاتهامات بشأن فشل جهود الوساطة التي تقودها كل من قطر ومصر والولايات المتحدة. بينما تواصل إسرائيل اتهام الفصائل الفلسطينية بوضع شروط غير مقبولة، وترى المقاومة الفلسطينية أن إسرائيل هي التي تعرقل التوصل إلى اتفاق بفرضها شروطًا جديدة.
الأزمة الإنسانية وجهود التطعيم
مع استمرار القصف والنزوح الجماعي، يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية حادة. ورغم الأوضاع الصعبة، تمكنت الأمم المتحدة بالتعاون مع السلطات الصحية المحلية.. من إطلاق حملة تطعيم ضد شلل الأطفال استهدفت حوالي 640,000 طفل. جاءت هذه الحملة بعد ظهور أول حالة شلل أطفال في غزة منذ 25 عامًا، كما تمكنت الفرق الطبية من الوصول إلى أكثر من نصف الأطفال المستهدفين خلال مرحلتين من الحملة.
جذور الأزمة
تفجرت الأوضاع في غزة بعد هجوم قامت به حركة حماس في 7 أكتوبر، أسفر عن مقتل 1,200 إسرائيلي وأخذ حوالي 250 رهينة، وفقًا لمصادر إسرائيلية. بناء على ذلك ردت إسرائيل بشن حملة عسكرية واسعة على القطاع، أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 40,900 فلسطيني، وتشريد معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. تسببت الهجمات أيضًا في أزمة غذائية حادة.. وظهرت اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية.
خاتمة
وسط هذا التصعيد العنيف، تستمر المعاناة اليومية للفلسطينيين في غزة.. حيث تتزايد أعداد الضحايا بشكل مستمر. ورغم محاولات الوساطة الإقليمية والدولية، يبدو أن التوصل إلى وقف إطلاق النار لا يزال بعيد المنال، في ظل تبادل الاتهامات وتباعد المواقف بين الطرفين.