صحة

أسباب الصداع في الطقس الحار

يعتبر الطقس من بين الأسباب الأربعة أو الخمسة الأولى التي يبلغ عنها الناس. لكنني أتوقع أن يكون السبب في الواقع هو أشياء تصاحب الطقس الحار" وليس الحرارة نفسها

تشير بعض الأبحاث إلى أن معدلات الصداع لدى الأشخاص ترتفع عندما ترتفع درجات الحرارة.

ودعا الدكتور نولان بيرسون، زميل علم الأعصاب المتخصص في الصداع في مركز سيدارز سيناي الطبي في لوس أنجلوس، إلى ضرورة النظر إلى ما هو أبعد من الحرارة للعثور على سبب الصداع في فصل الصيف.

الحرارة ليست السبب

قال بيرسون لموقع لايف ساينس: “يعتبر الطقس من بين الأسباب الأربعة أو الخمسة الأولى التي يبلغ عنها الناس. لكنني أتوقع أن يكون السبب في الواقع هو أشياء تصاحب الطقس الحار وليس الحرارة نفسها”.

وذلك لأن معظم الأبحاث حول الحرارة والصداع تظهر فقط وجود علاقة بين الاثنين. على سبيل المثال، قد تبحث إحدى الدراسات في معدلات دخول المستشفى بسبب الصداع خلال أشهر مختلفة من العام وتجد أن الصداع أكثر شيوعًا في الصيف.

لكن هذا لا يثبت أن الحرارة تسببت بشكل مباشر في تلك الصداع. قد تكون هناك تغييرات بيئية ونمط حياة أخرى تحدث خلال الصيف – مثل جودة الهواء أو التعرض للضوء أو مستويات النشاط – والتي تسبب أيضًا أنواعًا مختلفة من الصداع.

يوصي بيرسون كل شخص يعاني من الصداع بالتركيز على هذه المحفزات المحتملة، حيث إن هناك المزيد من الأبحاث التي تدعمها وقد يكون من الأسهل التعامل معها مقارنة بالحرارة نفسها.

أسباب الصداع في الطقس الحار

إن رداءة جودة الهواء من الأسباب المعروفة للصداع، ومن الآثار الشائعة لموجات الحرارة أنها تميل إلى جعل جودة الهواء أسوأ.

يمكن للحرارة أن تتسبب في تحول العديد من العناصر الكيميائية في الهواء إلى الأوزون، وهو غاز عديم اللون مرتبط بمجموعة متنوعة من التأثيرات الصحية، ومواد ضارة أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لأنظمة الرياح والضغط الجوي التي تحركها الطقس الحار أن تجعل الملوثات من محطات الفحم أو السيارات تتراكم فوق المدن.

كما تأتي الأشهر الأكثر دفئًا مصحوبة بأيام أطول وتعرض أكبر للأشعة فوق البنفسجية. ومع ذلك، فإن التعرض للضوء والصداع لهما علاقة معقدة.

في حين تشير بعض الأبحاث إلى أن الضوء الساطع ليس محفزًا للصداع في حد ذاته، فإن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي غالبًا ما يكونون حساسين للأضواء الساطعة أثناء نوبة الصداع. لذلك قد تكون شمس الصيف الحارقة قادرة على تفاقم الصداع الحالي.

كما أن الحرارة تميل إلى إخراج روتين الناس عن التوازن، مما يحفز تغييرات نمط الحياة التي تزيد من احتمالية الإصابة بالصداع. على سبيل المثال، قد لا يتذكر الناس شرب كمية إضافية من الماء عندما يكون الجو حارًا، مما قد يسبب الجفاف، وهو سبب معروف للصداع.

قد يعاني الناس أيضًا من انخفاض في الشهية عندما يكون الجو حارًا، لذا فإن التقلبات في نسبة السكر في الدم بسبب عدم تناول الطعام لفترة طويلة قد تؤدي إلى الصداع.

وعلاوة على كل ذلك، يمكن للحرارة أن تدمر جدول نوم الشخص.

يقول بيرسون: “إن النوم الجيد المريح يحدث بشكل أكثر فعالية في بيئة أكثر برودة”. وعندما يضطرب النوم ليلاً ـ بسبب ارتفاع درجة الحرارة على سبيل المثال ـ يصبح الناس أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي والصداع العنقودي.