صحة

سلالات جديدة من جدري القردة تنتشر في إفريقيا بنسبة إصابة تتجاوز 160%

تشهد القارة الأفريقية تفشياً واسعاً لمرض الجدري القردي، حيث ارتفعت حالات الإصابة بنسبة 160% خلال العام الجاري. وتعتبر جمهورية الكونغو الديمقراطية بؤرة تفشي المرض، حيث سجلت أكثر من 96% من الحالات والوفيات. هذا الارتفاع الحاد في عدد الحالات، بالإضافة إلى ظهور سلالات جديدة من الفيروس.. يمثل تهديداً خطيراً على الصحة العامة في القارة.

انتشار واسع وأعراض متغيرة

ينتشر المرض بسرعة في العديد من الدول الأفريقية، كذلك مع ظهور أعراض جديدة تختلف عن تلك التي كانت معروفة سابقاً. فبدلاً من التركيز على الوجه واليدين والقدمين، تظهر الآفات الآن بشكل رئيسي على الأعضاء التناسلية، مما يزيد من صعوبة تشخيص المرض في مراحله المبكرة. والأكثر إثارة للقلق هو ارتفاع نسبة الإصابات بين الأطفال، حيث يشكلون أكثر من 70% من الحالات في الكونغو الديمقراطية.

أسباب وأبعاد الأزمة

– سلالات جديدة: تشير الدراسات إلى أن ظهور سلالات جديدة من الفيروس، والتي تنتشر بسهولة أكبر وتسبب أعراضاً أكثر حدة، قد يكون أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع عدد الحالات.
– نقص الوعي: يفتقر الكثير من الناس في المناطق المتضررة إلى الوعي الكافي بمرض الجدري القردي وطرق انتقاله، مما يساهم في انتشار المرض بسرعة.
– نقص الموارد: تعاني العديد من الدول الأفريقية من نقص في الموارد الصحية، مما يجعل من الصعب مكافحة الأمراض المعدية.. مثل الجدري القردي.
الصراعات المسلحة: تؤدي الصراعات المسلحة والنزاعات في بعض المناطق إلى تفاقم الوضع، حيث تتعرض المجتمعات المتضررة لخطر أكبر للإصابة بالأمراض المعدية.

التحديات التي تواجه جهود مكافحة المرض

– نقص التمويل: تواجه الجهود المبذولة لمكافحة المرض نقصاً حاداً في التمويل، مما يحد من قدرة الدول على شراء اللقاحات والعلاجات وتوفير الرعاية الصحية للمصابين.
– نقص البنية التحتية الصحية: تعاني العديد من الدول الأفريقية من نقص في البنية التحتية الصحية، مما يجعل من الصعب الوصول إلى المناطق النائية وتقديم الخدمات الصحية اللازمة.
– صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة: تشكل الصراعات المسلحة والنزاعات عقبات كبيرة أمام الوصول إلى المناطق المتضررة وتقديم المساعدات الإنسانية.

الجهود المبذولة للسيطرة على المرض

رغم التحديات الكبيرة، تبذل العديد من المنظمات الدولية والحكومات جهوداً مكثفة للسيطرة على تفشي المرض، بما في ذلك:

– توفير اللقاحات والعلاجات: تعمل المنظمات الدولية على توفير اللقاحات والعلاجات اللازمة للمصابين، ولكن الكميات المتاحة لا تزال محدودة.
– توعية المجتمع: يتم تنظيم حملات توعية واسعة النطاق لتثقيف المجتمع حول طرق انتقال المرض وكيفية الوقاية منه.
– تعزيز الرعاية الصحية: يتم دعم البلدان المتضررة لتعزيز أنظمتها الصحية وتوفير الرعاية اللازمة للمصابين.

نداء إلى العمل

يتطلب مكافحة هذا المرض تضافر الجهود الدولية والمحلية. هكذا يجب على المجتمع الدولي زيادة التمويل المخصص لمكافحة الأمراض المعدية في أفريقيا، وتوفير الدعم التقني واللوجستي للدول المتضررة. كما يجب على الحكومات الأفريقية تعزيز أنظمتها الصحية وتوفير الرعاية الصحية الأساسية لجميع المواطنين.

خاتمة

يمثل تفشي الجدري القردي في أفريقيا تهديداً خطيراً على الصحة العامة في القارة. ويتطلب مكافحة هذا المرض تضافر الجهود الدولية والمحلية. يجب على الجميع العمل معاً لوقف انتشار المرض وحماية المجتمعات الأكثر ضعفاً.