علوم

العلماء يحذرون من الوصول لنقطة الـ”لا عودة” في التغير المناخ

يشدد الباحثون على المخاطر الشديدة لزعزعة استقرار عناصر النظام الأرضي.. مثل الصفائح الجليدية والتيارات المحيطية بسبب التغير المناخي، مؤكدين على ضرورة الالتزام بحد 1.5 درجة مئوية المحدد في اتفاقية باريس.. لتجنب العواقب الوخيمة في المستقبل. يزداد احتمال وقوع أحداث التحول الجذري في حالة عدم الالتزام بهذه الحدود، مما قد يؤثر على استقرار المناخ العالمي لعدة قرون.

عناصر النظام الأرضي والتغير المناخي

يمكن أن يؤدي التغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية.. إلى زعزعة استقرار مكونات النظام الأرضي الكبيرة مثل الصفائح الجليدية أو أنماط دوران المحيطات، المعروفة بعناصر التحول الجذري. على الرغم من أن هذه المكونات لن تتغير بين عشية وضحاها، فإن العمليات الأساسية ستبدأ في العمل على مدى عشرات أو مئات أو آلاف السنين. هذه التغيرات خطيرة للغاية ويجب تجنبها بأي ثمن، كما يقول الباحثون.

مخاطر تجاوز حد 1.5 درجة مئوية

في دراستهم الجديدة، التي نُشرت اليوم في مجلة Nature Communications، قام الباحثون بتقييم مخاطر زعزعة استقرار واحد على الأقل من عناصر التحول الجذري نتيجة تجاوز حد 1.5 درجة مئوية. تُظهر تحليلاتهم مدى أهمية الالتزام بأهداف المناخ في اتفاقية باريس. وتشدد الدراسة على تأثير (عدم) التحرك اليوم على المناخ لعدة قرون قادمة.

تقييم مخاطر التحول في ظل السياسات المناخية الحالية

قالت تيسا مولر، العالمة في IIASA وPIK والمؤلفة المشاركة في الدراسة: “في حين أن الفترات الزمنية حتى عام 2300 وما بعده قد تبدو بعيدة، من المهم رسم مخاطر التحول بأفضل قدراتنا. نتائجنا تظهر مدى أهمية تحقيق والحفاظ على صافي انبعاثات غازات الدفيئة الصفرية.. للحد من هذه المخاطر على مدى مئات السنين القادمة”. وأضافت: “حساباتنا تكشف أن اتباع السياسات الحالية حتى نهاية هذا القرن.. سيؤدي إلى خطر تحول مرتفع بنسبة 45٪ على الأقل لأحد العناصر الأربعة بحلول عام 2300”.

تصاعد المخاطر مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية

تقول أنيكا إرنيست هوغنر من PIK، التي شاركت في قيادة الدراسة: “نرى زيادة في خطر التحول مع كل عشر درجة من التجاوز فوق 1.5 درجة مئوية. ولكن إذا تجاوزنا أيضًا حد 2 درجة مئوية من الاحترار العالمي، فإن مخاطر التحول ستتصاعد بسرعة أكبر. هذا مثير للقلق بشكل كبير حيث من المتوقع أن تؤدي السياسات المناخية الحالية إلى احترار عالمي يبلغ حوالي 2.6 درجة مئوية بحلول نهاية هذا القرن”.

ضرورة تحقيق انبعاثات صافية صفرية

يقول نيكو وندرلينغ من PIK، مؤلف الدراسة: “تؤكد دراستنا أن مخاطر التحول استجابةً للتجاوزات يمكن تقليلها إذا تم عكس الاحترار بسرعة. لا يمكن تحقيق مثل هذا العكس إلا إذا وصلت انبعاثات غازات الدفيئة إلى الصفر الصافي بحلول عام 2100. النتائج تؤكد أهمية أهداف اتفاقية باريس المناخية للحد من الاحترار إلى أقل من 2 درجة مئوية.. حتى في حالة التجاوز المؤقت فوق 1.5 درجة مئوية”.

أهمية الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية

تعد العناصر الأربعة التي تم تحليلها في الدراسة محورية في تنظيم استقرار نظام المناخ الأرضي. حتى الآن، لا تستطيع النماذج النظامية الأرضية المعقدة محاكاة سلوكها غير الخطي، وتفاعلاتها بشكل شامل. لذلك، استخدم الباحثون نموذج نظام أرضي مبسط لتمثيل الخصائص الرئيسية والسلوك وبالتالي شمل الشكوك ذات الصلة في العناصر وتحليل تفاعلاتها.

لابد من وقفة

يقول يوهان روكستروم، مدير PIK ومؤلف الدراسة: “هذا التحليل لمخاطر نقطة التحول يضيف دعمًا إضافيًا.. لاستنتاج أننا نقلل من تقدير المخاطر، ويجب أن ندرك الآن أن الهدف القانوني الملزم في اتفاقية باريس بالحد من الاحترار إلى ‘أقل بكثير من 2 درجة مئوية..’ يعني في الواقع الحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية. بسبب عدم كفاية تخفيضات الانبعاثات، نواجه خطرًا متزايدًا لفترة من التجاوز فوق هذا الحد الحراري، والذي نحتاج إلى تقليله بأي ثمن للحد من التأثيرات الوخيمة على الناس في جميع أنحاء العالم”.