“تعرف على الأطعمة المناسبة لفصيلة دمك”.. ربما شاهدت أو ستشاهد مثل هذا العنوان في إحدى الصحف أو المواقع الإلكترونية أو منصات التواصل الاجتماعي، إلا أنه في الواقع يتضمن معلومات مغلوطة، حيث أكدت شبكة “Health Feedback” المعنية بمراجعة التغطيات الإعلامية الصحية، على عدم وجود أي دليل علمي يربط بين تحسين صحة الجسم وتناول نظام غذائي حسب فصيلة الدم.
معلومات مغلوطة على منصات التواصل الاجتماعي
خلال يونيو ويوليو 2024، شارك مستخدمو منصة “Instagram” منشورات باللغة الإنجليزية تفيد بأن تناول أنواع معنية من الأطعمة بناءً على فصيلة الدم يمكن أن يساعد في تحسين صحة الجسم، وحصدت هذه المنشورات آلاف التفاعلات.
سبق تداول هذه المنشورات باللغة الصينية أيضًا على منصة ” Weibo”، و”Facebook”، إلا أن وكالة فرانس برس أفادت أن هذه الادعاءات كاذبة بعد التحقق من مدى صحة المعلومات الواردة فيها.
فصيلة الدم ليس لها علاقة بفقدان الوزن
رغم أن تناول نظام غذائي متوازن مفيد للصحة بشكل عام، إلا أن تناول أطعمة معينة حسب فصيلة الدم لن يسهم في فقدان الوزن ولن يوفر أي فوائد صحية إضافية، حيث تساعد معرفة فصيلة دم الشخص في أمور أخرى، مثل:
– مساعدة ممارسي الرعاية الصحية في التوفيق بين المتبرعين والمتلقين الذين يحتاجون إلى عمليات نقل الدم لإجراء العمليات الجراحية أو علاج السرطان أو الأمراض المزمنة أو الإصابات المؤلمة.
– تجنب ردود الفعل السلبية على عمليات نقل الدم، مثل رفض زرع الأعضاء.
– قد يؤدي تلقي فصيلة دم خاطئة إلى الوفاة، في بعض الحالات.
ما هو أصل “رجيم فصيلة الدم”؟
تعود المزاعم التي تربط بين تحسين صحة الجسم وتناول نظام غذائي حسب فصيلة الدم إلى منتصف التسعينيات، في عام 1996 نشر طبيب العلاج الطبيعي بيتر دادامو كتابه “Eat Right 4 Your Type”، الذي يتضمن الخيارات الغذائية الموصى بها، والتمارين الرياضية، وأنشطة مثل التأمل على أساس فصيلة الدم التي يُزعم أنها تحسن الصحة.
يوصف الكتاب على موقعه على الإنترنت بأنه “دليل التغذية التطوري الذي قدم النظام الغذائي لفصيلة الدم إلى العالم”. زعم “دادامو” أن الطريقة التي نهضم بها الطعام ترتبط بتطور فصيلة الدم لدينا والأطعمة الأكثر شيوعًا التي يتم تناولها خلال تلك الفترة.
الرد على ادعاءات “دادامو”
في عام 2022، كتب طبيب الروماتيزم “روبرت إتش شميرلينج” مقالًا لمجلة هارفارد هيلث والذي شارك وصفًا لكل نظام غذائي من فصيلة الدم بمزيد من التفصيل، منها:
– فصيلة الدم O: هى فصيلة الدم الأصلية التي تطورت لدى البشر الأوائل الذين كانوا يعتمدون على الصيد وجمع الثمار، وكان نظامهم الغذائي يحتوي على نسبة عالية من البروتين الحيواني.
– فصيلة الدم A: تطورت عندما بدأ البشر في الزراعة واتبعوا نظامًا غذائيًا نباتيًا أكثر.
– فصيلة الدم B: قيل أنها نشأت بين القبائل البدوية التي تستهلك الكثير من منتجات الألبان.
رغم ذلك، لم يؤيد المقال النظام الغذائي المرتبط بفصيلة الدم، وأشار إلى النقص الحالي في الأدلة على فعاليته. وأوضح “شميرلينج” أن كل هذه النظريات غير مؤكدة، فمثلًا هناك أدلة على أن فصيلة الدم A كانت في الواقع أول فصيلة دم تطورت عند البشر، وليس فصيلة الدم O. بالإضافة إلى ذلك، لا توجد علاقة مثبتة بين فصيلة الدم والهضم.
بالإضافة إلى ذلك، أجريت دراسة على ما يقرب من 1500 مبحوث، لمعرفة ما إذا كان الالتزام بالأنظمة الغذائية الخاصة بفصيلة الدم يؤثر على صحة الأفراد، وتوصلت إلى أن جميع الأنظمة الغذائية أظهرت بعض الفوائد فيما يتعلق بعوامل الخطر المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر وضغط الدم والدهون الثلاثية، ولكن هذه الارتباطات لم تتوافق مع فصيلة دم المبحوثين، وبالتالي لا تدعم فرضية النظام الغذائي المتربطة بفصيلة الدم.نن
علاوة على ذلك، قامت مراجعة منهجية نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية في عام 2013 بتضييق نطاق 16 دراسة من مجموعة تم فرزها لأكثر من 1400 مقالة، وأفادت أن واحدة فقط من بينهم استوفت معايير إدراج الباحثين.
ركزت هذه الدراسة على مستويات الكوليسترول بين فصائل الدم المختلفة استجابة لـ “نظام غذائي قليل الدهون” بدلاً من الالتزام المحدد بأي من لأنظمة الغذائية لفصائل الدم، لكن توصلت في النهاية أنه لا يوجد دليل يربط بين فصيلة الدم والنظام الغذائي.
بالمثل، لم تجد دراسة صغيرة أخرى أجريت على مبحوثين يحملون فصيلة الدم A وO أي ارتباط بين فصيلة الدم والنتائج الخاصة بصحة القلب والأوعية الدموية بين المبحوثين الذين التزموا بنظام غذائي نباتي.
الخلاصة
تتمثل الأطعمة الموصى بها في النظام الغذائي المرتبط بفصيلة الدم في الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب، والتي تفيد بشكل عام صحة القلب والتمثيل الغذائي. لكن، لا يوجد دليل علمي مؤكد يشير إلى أن هناك فوائد صحية لتناول كمية أكبر أو أقل من هذه المجموعات الغذائية بناءً على فصيلة الدم.