أحداث جارية سياسة

بعد محاولة اغتيال ترامب.. ما هي “الدولة العميقة”؟ وهل تقف وراء الحادث؟

في مقال له نشرته مجلة “نيوزويك” الأمريكية في أغسطس 2023، وفي خضم تحركاته الحثيثة واستعداداته لتقديم نفسه مرشحاً للانتخابات الرئاسية، قال دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق، إنه “يجب أن يكون هناك حساب. المسألة الآن في أيدي الناخبين. والآن الخيار لنا: إما أن تدمر الدولة العميقة أمريكا، أو ندمر الدولة العميقة”.

وكثيراً ما تحدث ترامب – الذي تعرض أمس الأول لمحاولة اغتيال فاشلة في تجمع انتخابي له في بنسلفانيا- عن الدولة العميقة، متوعداً بمواجهتها، حتى نجله دونالد جونيور كتب تغريدة على صفحته بمنصة أكس “تويتر سابقا”، قال فيها: “مرحبا الدولة العميقة – إنه قادم لكم.. نراكم في 20 يناير 2025″، وقد كان ذلك تعليقاً على صورة والده الجنائية التي نشرتها الشرطة الأمريكية في أغسطس الماضي، ودخلت التاريخ باعتبارها أول صورة جنائية لرئيس أمريكي.

الدولة العميقة

ومجدداً ظهر تعبير “الدولة العميقة”، وتداوله مستخدمون على منصة “إكس” باعتبارها تقف وراء الحادث الذي وقع لترامب، في محاولة لدعمه في سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل، علماً بأن ذلك طرحٌ لا تثبته معلومات أو تؤكده حقائق، وإن كان الحادث يثير عدة تساؤلات حول الهجوم ومنفذه.

وأصيب الرئيس السابق بجروح في أذنه خلال إطلاق نار السبت على تجمّع انتخابي حاشد، في محاولة اغتيال من شأنها تأجيج المخاوف من عدم الاستقرار قبل الانتخابات الرئاسيّة.

وشوهد الرئيس الأمريكي السابق (78 عاماً) وقد تلطّخ وجهه بالدم عقب إطلاق النار في بتلر بولاية بنسيلفانيا، فيما قُتل المشتبه به وأحد المارة وأصيب اثنان من الحاضرين بجروح بالغة.

 

وتقول شبكة CNN الأمريكية إن تعبير “الدولة العميقة”، اشتهر في تركيا، ففي عام 2012، مضيفة أن “الدولة العميقة هو تعبير يستخدمه الكثير من الأتراك للإشارة إلى الشبكات الإجرامية المزعومة داخل قوات الأمن والبيروقراطية الحكومية”.

فيما تم استخدام تعبير “الدولة العميقة” للمرة الأولى في صحيفة “نيويورك تايمز” عام 1997 في مقال عن تركيا، وأوضح المقال أن “الدولة العميقة” تعبير يُطلق على مجموعة من القوى الغامضة التي يبدو أنها تعمل بعيدا عن يد القانون”.

وفي استطلاع أجرته شبكة ABC الأمريكية في 2017، قال ما يقرب من 50% من الأمريكيين أن الدولة العميقة موجودة في أمريكا.

وبرزت فكرة وجود “دولة عميقة” داخل الحكومة الفيدرالية على الساحة خلال المئة يوم الأولى من إدارة الرئيس دونالد ترامب.

ما هي الدولة العميقة؟

“الدولة العميقة” هو المصطلح المستخدم للإشارة إلى فكرة وجود كادر من الموظفين المهنيين داخل الحكومة يعملون معًا للتلاعب سرًا بسياسة الحكومة وتقويض القادة المنتخبين أو المعينين السياسيين. يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يشغلوا مناصب في المجالات العسكرية أو الاستخباراتية، بالإضافة إلى مجالات حكومية أخرى مثل الوكالات البيروقراطية.

ويستبعد الكثيرون مفهوم الدولة العميقة في الولايات المتحدة باعتباره مجرد نظرية مؤامرة، حيث لم يظهر أي دليل على وجود جهد منظم. لكن أنصار ترامب يقولون إن التسريبات إلى وسائل الإعلام تشير إلى احتمال أن يحاول البيروقراطيون الحكوميون عرقلة أجندة ترامب.

بدأ هذا المصطلح يكتسب زخمًا في الولايات المتحدة خلال السباق الرئاسي لعام 2016 – والذي تصاعد بسبب مقالات من المنشور المحافظ بريتبارت نيوز، الذي كان يرأسه بانون سابقًا – وأصبحت الإشارات أكثر تكرارًا وبروزًا بعد انتخاب ترامب للبيت الأبيض.

تم استخدام هذه العبارة في الأصل للإشارة إلى ديناميكيات السلطة في دول أجنبية مثل الاتحاد السوفيتي السابق والبلدان التي يحاول فيها موظفو الأنظمة الاستبدادية السابقة تقويض القادة المنتخبين حديثًا في الديمقراطيات الهشة.

من غير المعتاد أن يدعي رئيس الولايات المتحدة وجود دولة عميقة داخل حكومته، ويتهم علنًا الموظفين داخل السلطة التنفيذية بمحاولة تقويض أجندته.

ما يفكر فيه الأمريكيون بشأن الدولة العميقة

وأظهر استطلاع أجرته شبكة ABC News وواشنطن بوست في عام 2017، أن ما يقرب من نصف الأمريكيين يعتقدون أن هناك “دولة عميقة” تعمل داخل الحكومة الفيدرالية.

وقد تم تعريفهم في الاستطلاع بأنهم “مسؤولون عسكريون ومخابرات وحكوميون يحاولون التلاعب سراً بسياسة الحكومة”. ويعتقد أغلبية (48%) أن الدولة العميقة موجودة، بينما يقول الثلث فقط (35%) أنها مجرد نظرية مؤامرة. يقول واحد من كل ستة أمريكيين أنهم لا يعرفون.

ويقول 28% أن الدولة العميقة موجودة وأنها مشكلة كبيرة، وفق الاستطلاع.

وخلافاً لأغلب القضايا في المناخ السياسي المنقسم اليوم، فإن الإيمان بـ “الدولة العميقة” يأتي بالتساوي من كلا الحزبين. ويقول 45% من الديمقراطيين إن هناك دولة عميقة، ويقول 46% من الجمهوريين نفس الشيء. ويعتقد 51% من المستقلين نفس الشيء.

ومع ذلك، أظهر الاستطلاع أن هناك فجوة عمرية في الإيمان بالدولة العميقة. ويقول ستة من كل 10 أشخاص تحت سن الثلاثين إنهم يؤمنون بالدولة العميقة، مقابل 37% فقط من كبار السن.

اقرأ أيضاً: