بعد انتشار جائحة كورونا أصبحنا نعمل أكثر من أي وقت مضى، نستقبل رسائل إلكترونية في وقت متأخر من الليل، أو مكالمات في وقت مبكر من الصباح، كيف أصبحت كل هذه الساعات غير مدفوعة الأجر جزءًا من الوظيفة؟
ساعات إضافية بدون مقابل
عندما بدأ “إريك” وظيفته الأولى كمساعد مبتدئ في شركة محاماة دولية مقرها هونغ كونغ، كان يعلم جيدًا أن القواعد العادية بشأن فترة العمل من التاسعة صباحا حتى الخامسة مساء لا تُطبق في هذه الوظيفة.
ويقول “إيرك”: ” كانت ساعات العمل وحشية ولا نتقاضى أي أجر إضافي مقابل العمل لساعات ممتدة قد تصل لقضاء الليل كله”.
انتقل “إيرك” للعمل في شركة أخرى مقرها “بكين”، وقد أرتقى السلم الوظيفي، ولكنه مازال يعمل لساعات طويل ومازالت فكرة ساعات العمل التقليدية المحددة بعيدة المنال.
ويقول “إيرك”: ” إذا عملت لمدة 40 ساعة أسبوعيًا فبالنسبة لي هذا أسبوعًا خفيفًا، فساعات عملي تعتمد على احتياجات عملائي، وليس لدي خيار العمل لساعات أقل”.
[two-column]
منذ اندلاع الجائحة، أصبح التواجد في المكاتب أكثر رقمنة، حيث خلق العمل عن بعد بيئة يمكن للمديرين من خلالها استدعاء الموظفين على مدار الساعة
[/two-column]
في المملكة المتحدة وفي فترة ما قبل الجائحة، كان أكثر من خمسة ملايين عامل يعملون بمتوسط 7.6 ساعة إضافية في الأسبوع، بدون مقابل إضافي.
أما الآن ووفقًا للأرقام العالمية الصادرة من معهد أبحاث ADP، والتي تؤكد أن واحد من كل 10 أشخاص يعملون 20 ساعة على الأقل في الأسبوع مجانًا.
في المتوسط، يعمل العمال 9.2 ساعة من العمل الإضافي غير مدفوع الأجر كل أسبوع، وفي جميع أنحاء العالم، ارتفعت أرقام العمل الإضافي بشكل حاد في أعقاب تفشي فيروس كورونا، مع زيادة ساعات العمل المجانية لأكثر من الضعف في أمريكا الشمالية على وجه الخصوص.
منذ اندلاع الجائحة، أصبح التواجد في المكاتب أكثر رقمنة ، حيث خلق العمل عن بعد بيئة يمكن للمديرين من خلالها استدعاء الموظفين على مدار الساعة.
متى يمكن التغيير؟
في بعض البلدان تؤدي التوقعات الثقافية إلى زيادة ساعات العمل، ففي اليابان، على سبيل المثال يعتبر
كل هذه الضغوط المصاحبة لوباء كورونا دفعت الملايين من الناس حول العالم لترك وظائفهم كجزء مما يسمى بالاستقالة العظيمة.
يشير المتفائلون إلى أنه، مع ازدهار سوق العمل بعد فترة الوباء، يمكن للموظفين أخيرًا اتخاذ القرار والمطالبة بوضع حد للعمل الإضافي غير المدفوع الأجر.