يعد الهبوط الاضطراري للطائرات إجراءً حاسمًا يُتخذ عندما تواجه الطائرة حالة طارئة تهدد سلامة الرحلة.
تتطلب هذه الحالات من الطيارين اتخاذ قرارات سريعة وآمنة لضمان سلامة الركاب وطاقم الطائرة، وتتضمن هذه المواقف مشكلات تقنية، أو طبية، أو ظروف جوية قاسية.
أنواع الهبوط الاضطراري
يقول جاك نتسكار، رئيس الاتحاد الدولي لرابطات طياري الخطوط الجوية، إنه على الرغم من عدم وجود تعريف صارم لما يشكل هبوطاً اضطرارياً، إلا أن هناك ثلاثة أنواع مختلفة.
الأول هو الهبوط الاضطراري، والذي وصفه نتسكار بأنه “هبوط فوري، داخل أو خارج المطار، يستلزمه عدم القدرة على مواصلة الرحلة، مثل طائرة اضطرت إلى الهبوط بسبب عطل في المحرك.
أما النوع الثاني هو الهبوط الاحترازي، وهو “هبوط متعمد، في المطار أو خارجه، عندما يكون من الممكن القيام برحلة أخرى ولكنها غير مستحسنة.
تشمل الظروف التي قد تتطلب الهبوط الاحترازي تدهور الطقس، نقص الوقود، أو التطور التدريجي لمشكلة في المحرك.
وأوضح نتسكار أن النوع الثالث معروف باسم التخندق، وهو الأقل شيوعًا، ويتضمن هبوطًا قسري أو احترازي على الماء.
وأشار إلى أن من أشهر الأمثلة على هذا النوع من الهبوط ما يسمى بمعجزة نهر هدسون عام 2009، حيث اصطدمت رحلة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 1549 بسرب إوز واضطرت للهبوط على نهر هدسون.
ونتيجة ذلك الهبوط أصيب 100 من أصل 155 شخصًا كانوا على متن الطائرة، خمسة منهم كانوا في حالة خطيرة، ولكن لم يكن هناك وفيات، ويُعزى ذلك إلى حد كبير إلى التفكير السريع للكابتن تشيسلي “سولي” سولينبرجر وطاقم الطائرة، الذي تم اقتباس قصته في فيلم “سولي” عام 2016، الذي قام ببطولته توم هانكس في دور الكابتن الذي يحمل اسمه.
معدل الوفيات
وفقًا لجمعية مالكي الطائرات والطيارين (AOPA)، وهي منظمة غير ربحية تدافع عن سلامة الطيران ومقرها ماريلاند، تتميز الأنواع الثلاثة للهبوط الاضطراري بمعدلات وفيات مختلفة.
يبلغ معدل الوفيات في عمليات الهبوط الاحتياطي 0.06%، بينما تصل معدلات الوفيات في عمليات الهبوط القسري إلى نسب أعلى بكثير، تبلغ حوالي 10% و20%.
خطوات الهبوط الاضطراري
للتحضير وتنفيذ الهبوط الاضطراري بنجاح، يتعين على الطيارين اتخاذ عدة خطوات مهمة، يشمل ذلك إعداد المقصورة وتبليغ خدمات الطوارئ، بالإضافة إلى استعراض جميع إجراءات الإخلاء ووضع خطة عمل.
وفي بعض الأحيان، قد يقرر الطيارون تخفيف كمية الوقود في الطائرة لتقليل وزنها، حيث تكون الطائرات أثقل بكثير خلال الإقلاع بسبب وزن الوقود المخزن على متنها، وفي الرحلات الطبيعية يتم استهلاك هذا الوقود تدريجيًا، أما في حالة الهبوط الاضطراري، قد تكون الطائرة أثقل من المعتاد عند الهبوط.
يتم استهلاك حوالي جالون وقود واحد كل ثانية لطائرة بوينغ 747 المتوسطة، ويمثل ذلك حوالي 36000 جالون لرحلة تستمر 10 ساعات، وعند الإقلاع، لا يمكن لمعظم الطائرات الهبوط بأمان في هذه الحالة، ولذلك يكون التخلص من الوقود في بعض الأحيان ضروريًا.
كما يلعب طاقم الطائرة دورًا أساسيًا أيضًا أثناء الهبوط الاضطراري، حيث يتعين على الطاقم إخطار الركاب بالوضع بوضوح وإخراجهم بأمان من الطائرة.
ويشمل ذلك توضيح موعد الهبوط وطريقة مغادرة الطائرة، بالإضافة إلى توجيه الركاب حول كيفية الاستعداد للخروج وما يجب عليهم أن يحملوه معهم، بما في ذلك الأطفال.
المصدر: