تقترح دراسة علمية جديدة أن النساء في أوائل العشرينات من العمر اللاتي حملن أصبحن أكبر سنًا بيولوجيًا من أولئك اللاتي لم يحملن قط، وبواسطة بعض المقاييس، يبدو تتسع الفجوة العمرية لدى من حملن أكثر من مرة.
العلاقة بين الحمل والشيخوخة
استخدم البحث، الذي أُجري في الفلبين، أدوات مختلفة للنظر في علم الوراثة اللاجينية لدى السيدات، أي العلامات الكيميائية المرتبطة بالحمض النووي الخاص بهم.
لا تغير هذه العلامات الكود الأساسي للحمض النووي ولكنها تساعد في التحكم في الجينات التي يتم تنشيطها وإلى أي درجة.
نظرت الدراسة الجديدة على وجه التحديد إلى مجموعات “الميثيل”، وهو نوع من الجزيئات يرتبط منذ فترة طويلة بجوانب مختلفة من عملية الشيخوخة .
ومن خلال دراسة أنماط “الميثيل” التي تظهر طوال فترة حياة الإنسان، ابتكر العلماء عددًا من “الساعات اللاجينية” التي يمكن استخدامها لتقييم العمر البيولوجي للشخص.
في حين أن العمر الزمني يعكس ببساطة المدة التي عاشها شخص ما على قيد الحياة، فإن العمر البيولوجي يعكس حالته الفسيولوجية وفرص الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر والوفاة.
استخدم البحث، الذي نُشر هذا الأسبوع في مجلة “PNAS”، ست ساعات جينية مختلفة للتنبؤ بحالة 1735 شابًا وشابة في الفلبين.
أخذت المجموعة الكاملة عينات دم في عام 2005، الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 22 عامًا، كما أخذت مجموعة فرعية من النساء، تضم حوالي 330 من اللاتي حملن في السنوات التي تلت عينة الدم الأولى، مع عينة ثانية بعد حوالي أربع إلى تسع سنوات.
وكشف التحليل أنه في جميع الساعات المستخدمة، أظهرت النساء اللاتي حملن مرة واحدة على الأقل تسارعًا في الشيخوخة مقارنة بالنساء اللاتي ليس لديهن تاريخ حمل.
وشملت حالات الحمل تلك التي أدت إلى الإجهاض والإملاص والولادات الحية.
ولا يزال هذا النمط يظهر عندما سيطر العلماء على عوامل أخرى تؤثر أيضًا على معدل الشيخوخة البيولوجية للشخص، مثل الحالة الاجتماعية والاقتصادية وتاريخ التدخين وبعض عوامل الخطر الجينية.
ووجد الباحثون أيضًا أن النساء اللاتي لديهن حالات حمل أكثر أظهرن شيخوخة أسرع من أولئك اللاتي لديهن حالات حمل أقل “في جميع الساعات الست”، كما قال كالين رايان، مؤلف الدراسة، وهو عالم أبحاث مشارك في مركز “كولومبيا” للشيخوخة.
للتعرف بشكل أوضح على طبيعة العلاقة بين الحمل والشيخوخة، نظر الفريق إلى 330 امرأة تمت متابعتهن مع مرور الوقت، لمعرفة ما إذا كانت هناك اختلافات بين عينة الدم الأولى والثانية للمرأة.
وفي هذا التحليل، ارتبطت زيادة عدد حالات الحمل أيضًا بشيخوخة أسرع مقارنة بحالات حمل أقل.
ومع ذلك، ظهر هذا النمط في اثنتين فقط من الساعات الست، وتحديدًا الاثنتين المصممتين للتنبؤ بالعمر الزمني.
بناءً على كل هذه البيانات، يقدر الفريق أن كل حمل كان مرتبطًا بحوالي 4 إلى 4.5 أشهر من الشيخوخة البيولوجية بين النساء في الدراسة.
المصادر: