علوم صحة

هل يهم في أي وقت من اليوم تحصل على علاج السرطان؟

اليوم

تعمل تريليونات الخلايا في جسم الإنسان، وعلى مدار اليوم، على إيقاع ساعة تدق باستمرار. تُعرف هذه الساعة الداخلية باسم إيقاع الساعة البيولوجية.

وتشتق كلمة “الساعة البيولوجية” من الكلمات اللاتينية “circa diem” والتي تعني “حوالي يوم”. وفي دورات مدتها 24 ساعة تقريبًا، تتقلب وظائف أنسجة الجسم، وعلى مدار النهار والليل، تؤثر هذه التذبذبات في النشاط على كل شيء بدءًا من مستويات ضغط الدم وإنتاج الهرمونات وحتى نشاط الخلايا المناعية واستقلاب الطاقة، حسبما يوضح موقع livescience.

الحصول على علاج السرطان

وتشير الأدلة إلى أن السرطان أيضًا يضبط نشاطه وفقًا لإيقاع الساعة البيولوجية وأن ساعتنا الداخلية تؤثر على كيفية تحلل الجسم وتفاعله مع الأدوية.

وتثير هذه الملاحظات سؤالا مهما: هل يهم في أي وقت من اليوم تتلقى علاج السرطان؟ على سبيل المثال، هل هناك وقت مثالي للحصول على العلاج الكيميائي عندما يكون العلاج هو الأكثر أمانًا وفعالية؟

الجواب القصير هو نعم، على الأرجح. ومع ذلك، فإن مجال “العلاج الزمني للسرطان” – الذي يهدف إلى معرفة كيفية مزامنة علاج السرطان على النحو الأمثل مع إيقاع الساعة البيولوجية – لا يزال في أيامه الأولى.

وقالت كاتيا لمياء، الأستاذة المساعدة في الطب الجزيئي في مركز سكريبس للأبحاث في كاليفورنيا، عن العلاج الزمني للسرطان: “أعتقد أن له إمكانات هائلة بصراحة. أعتقد أن الناس لا يقدرون حقًا مدى الفارق الذي يمكن أن يحدثه ذلك، والوقت الذي يتم فيه إعطاء أدوية معينة”.

وأظهرت الأبحاث السابقة التي أجراها مختبر لمياء أن معدل معالجة الكبد للميتفورمين، وهو دواء يستخدم على نطاق واسع لمرض السكري من النوع 2، يختلف بمرور الوقت مع إيقاع الساعة البيولوجية لدى الفئران.

اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية

فيما أشارت دراسة مختلفة شملت الفئران والخلايا البشرية إلى أن الساعات البيولوجية قد تنظم على نطاق واسع مدى سرعة تحطيم الجسم للأدوية من خلال المساعدة في التحكم في الجينات المرتبطة باستقلاب الدواء التي يتم “تشغيلها” أو “إيقافها” في وقت معين.

ووجد الفريق أن هذا يؤثر على سرعة استقلاب الفئران للكيتامين، وبالتالي مدة بقاء القوارض نائمة عند إعطائها المخدر.

وفي مجال السرطان، يبحث مختبر لمياء حاليًا في سبب ارتباط اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية – مثل تلك التي تظهر عند العاملين في المناوبات الليلية – بزيادة خطر الإصابة بالسرطان في الدراسات الرصدية.

ويشتبه الفريق في أن هذا الخطر قد يكون مرتبطًا بدور إيقاع الساعة البيولوجية في تنظيم معدل اكتشاف الخلايا وإصلاح الضرر في الحمض النووي الخاص بها.

وتدعم عدة أدلة فكرة أن اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، لكن الآليات الدقيقة التي تحرك هذا الارتباط لا تزال بحاجة إلى الكشف عنها، وقد تختلف بين أنواع السرطان، وفقًا لمراجعة نُشرت في مارس 2023 في مجلة Trends.

بالإضافة إلى ذلك، تشير أبحاث أخرى إلى أنه بمجرد وجود السرطان في الجسم، يبدو أن قدرته على الانتشار أو الانتشار تتقلب في الدورات اليومية ويمكن تنظيمها من خلال إيقاع الساعة البيولوجية.

اقرأ أيضاً:

هل تحفز بدائل السكر الإصابة بمرض السرطان؟

هل يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى الإصابة بالسرطان؟

7 أطعمة تقلل خطر الإصابة بالسرطان