لقد تعلم الآباء أنه عندما يفرك الطفل عينيه، فهذه علامة واضحة على أنه مستعد للقيلولة. ولكن لماذا يفرك الأطفال عيونهم عندما يكونون متعبين؟ ما الذي يثير هذا السلوك، وما هو الغرض الذي يخدمه؟
تقول الدكتورة ريبيكا دودوفيتز، الأستاذة المساعدة في طب الأطفال العام في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، لموقع Live Science: “لسوء الحظ، لا يمكننا أن نسأل الطفل بالضبط عن سبب فرك عينيه”.
وتضيف: “لكننا نعلم من التجربة الإنسانية أن الناس يميلون إلى فرك أعينهم عندما يشعرون بالتعب، ونعتقد أن الأمر قد يكون له علاقة بمجرد الشعور بعدم الراحة الذي تشعر به عندما تعمل عضلات عينك بجهد وحان الوقت للاستراحة”.
شعور بالتحسن
بنفس الطريقة التي قد تحتاج بها كتفيك إلى التدليك بعد الجلوس على المكتب طوال اليوم، فإن العضلات التي تساعد عينيك على التركيز تشعر بالتحسن بعد فركها. يقضي الأطفال الكثير من وقتهم في التحديق في الأشياء الموجودة في بيئتهم، وتتعب أعينهم.
يؤدي التحديق أيضًا إلى جفاف العينين، وبالنظر إلى أن الأطفال يرمشون بضع مرات فقط في الدقيقة، فلا ينبغي أن يكون مفاجئًا أن تجف عيونهم أيضًا.
“الدموع ليست مجرد مياه مالحة، ولكنها مخاط بالقرب من السطح، ومياه مالحة في المنتصف، وطبقة من الزيت من غدد ميبوميان الجفن لمنع التبخر”، حسبما يقول الدكتور روبرت دبليو أرنولد، طبيب عيون في مركز ألاسكا لطب العيون والحول للأطفال.
ويضيف: “لذلك، فإن التمزق السليم عبارة عن طبقة ثلاثية. ويجب تجديد هذه الطبقة الثلاثية ونشرها على السطح بسلاسة عن طريق الرمش”.
“مجرد تذكير”
عندما نواجه الكثير من الاهتمام البصري المكثف، فإننا لا نرمش بما فيه الكفاية. وبدون الرمش بشكل كافٍ، يمكن أن تتفكك هذه الطبقة الثلاثية وتترك بقعًا جافة على سطح القرنية، وهو الجزء الخارجي الشفاف من العين الذي يغطي القزحية وبؤبؤ العين. عندما يحدث ذلك، قد يكون فرك العين مجرد تذكير للرمش أكثر.
وقال أرنولد: “هذا يشبه التنفس، الذي عادة ما يكون معدله تلقائياً وكافياً. ومع ذلك، عندما نكون مشتتين أو متعبين، قد لا نتنفس كثيراً، أو لا نتنفس بعمق كافٍ. لذلك، نحن نتنهد. فرك العين عند الأطفال قد يكون أقرب إلى التنهد من أجل صحة مقلة العين”.
ومع ذلك، فإن فرك عينيك ليس مفيدًا لك بشكل خاص. فرك العين المفرط يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الرؤية. أحد الأسباب الشائعة التي تجعل من الجيد فرك عينيك عندما تكون متعبًا هو أنه يقلل من ضغط الدم عن طريق تحفيز العصب الثلاثي التوائم والمبهم، اللذين يمتدان من الدماغ إلى العينين ومن الدماغ إلى جميع أنحاء الجسم، على التوالي.
وبالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض معدل ضربات القلب بنسبة تزيد عن 20% في ظاهرة تعرف باسم منعكس العين القلبي.
لكن أرنولد يشكك في هذا المنطق، قائلاً: “لا يوجد سبب واضح يجعل الطفل يشعر بالتحسن مع بطء معدل ضربات القلب”. في الواقع، يمكن أن يؤدي منعكس العين القلبي إلى نتائج تهدد الحياة، بما في ذلك بطء القلب – معدل ضربات القلب أقل من 60 نبضة في الدقيقة – والسكتة القلبية.
وقال أرنولد: “لا نعتقد أن التحفيز المتعمد لمنعكس العين القلبي هو سبب لفرك عيون الأطفال، لكنه قد يكون نتيجة للفرك المفرط للعينين”.
ولكن على الأرجح، يفرك الأطفال عيونهم لنفس الأسباب التي يقوم بها البالغون: عيونهم متعبة وجافة، ومستعدة للقيلولة.
اقرأ أيضاً:
من المدينة المنورة إلى العالم.. لمحات من قصة نجاح المحامي الدولي صالح الطيّار
أغرب صور شهر رمضان من مختلف أنحاء العالم
حوادث السلامة.. ماذا سيفعل الركاب في رحلاتهم الجوية القادمة؟
