باتت الصين على مقربة من تجرع كأس الحظر الذي فرضته على مواقع التواصل الاجتماعي الأمريكية، وذلك بعد تصويت مجلس النواب الأميركي على قرار مماثل بشأن “تيك توك”.
وكان الكونغرس الأمريكي صوت لصالح مشروع قرار بحظر تيك توك في الولايات المتحدة، حال رفضت الشركة الأم للتطبيق ByteDance فصل المنصة أو بيعها لشركة أمريكية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين في مؤتمر صحفي اليوم الخميس: “إن مشروع القانون الذي أقره مجلس النواب الأمريكي يضع الولايات المتحدة على الجانب الآخر من مبدأ المنافسة العادلة والقواعد الاقتصادية والتجارية الدولية”.
تاريخ حظر التطبيقات الأمريكية
اتبعت الصين منذ فترة طويلة سياسة حظر مواقع التواصل الاجتماعي الأمريكية في البلاد، ومن بينها غوغل ويوتيوب وإنستغرام وميتا.
وجاءت القرارات الصينية بسبب رفض تلك المنصات اتباع قواعد الحكومة الصينية بشأن جمع البيانات ونوع المحتوى الذي تتم مشاركته.
وفي عام 2010، انسحبت غوغل من العمل بشكل رسمي في الصين، بعد أن عملت في السوق الصينية لمدة 4 سنوات.
وبررت غوغل وقتها تلك الخطوة بعدم استعدادها لمواصلة مراقبة النتائج على غوغل، مستشهدة باختراقات صينية المنشأ عليها وعلى شركات أمريكية أخرى.
ويرى العضو المنتدب في كايوان كابيتال، بروك سيلفرز، أن موقف الصين بشأن قرر مجلس النواب الأميركي يشوبه الازدواجية، خصوصًا بعد موقفها من التطبيقات الأميركية.
مستقبل مشروع القانون
أصبحت الآن الكرة في ملعب مجلس الشيوخ، والذي ستتم إحالة مشروع القانون الأميركي له للتصويت عليه.
وقال العديد من المشرعين إنهم ما زالوا يقومون بتقييم التشريع، فيما يرى الخبراء أن مستقبل التشريع في المجلس حتى الآن يتسم بالغموض.
من جانبه قال الرئيس جو بايدن إن ينوي توقيع مشروع القانون إذا وصل إلى مكتبه.
لماذا تم حظر التطبيق؟
تأتي الخطوة وسط مخاوف طويلة الأمد من قبل المشرعين الأمريكيين، بشأن استخدام الصين للمنصة في عمليات استخباراتية تهدد الأمن القومي الأمريكي.
ويتخوف المشرعون من إمكانية مشاركة بيانات المستخدمين مع الحكومة الصينية، أو التلاعب بالمحتوى المعروض على المنصة.
كما يتخوف الأمريكيون من محاولة الصين توجيه الناخبين الأمريكيين خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة.
من ناحيتها، رفضت منصة تيك توك تلك المزاعم، وتعهدت وزارة التجارة الصينية، اليوم الخميس، بأن البلاد ستتخذ “جميع الإجراءات اللازمة” لحماية مصالحها فيما يتعلق بـ “تيك توك”.
وقالت الحكومة الصينية إنها تعارض بشدة البيع القسري لـ TikTok، ولديها القدرة القانونية على القيام بذلك.
ردود الفعل المستقبلية
يتطلب بيع التطبيق أو التنازل عنه لصالح أي كيان آخر موافقة من مجلس النواب الصيني، وهو إجراء لم تُشر بكين إلى أي تغيير فيه منذ مارس 2023.
ويقول سيلفرز إن تيك توك قد يسعى إلى حل وسط، لمحاولة تلبية الرغبات الأمريكية، ولكن طبيعة هذا الحل غير واضحة حتى الآن.
وقد يؤدي هذا الخلاف إلى تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين القائمة بالفعل منذ سنوات.
وتتعلق تلك الخلافات بسباق التقنية الخاص برقائق الحاسب والذكاء الاصطناعي.
وقال: “يجب أن تتوقع الأسواق أن تتخذ الصين إجراءات انتقامية ضد الشركات الأمريكية مع استمرار قضايا التقنية والتجارة في مسار سلبي”.
ويرى الزميل الباحث في مؤسسة هينريش ومحاضر في كلية الأعمال بجامعة سنغافورة الوطنية، أليكس كابري، أن تيك توك ليس التطبيق الصيني الوحيد في الولايات المتحدة.
وأضاف أن حظر التطبيق لن يلغي تواجد جميع تلك التطبيقات الأخرى المملوكة للصين.
وأشار إلى أن أزمة تيك توك تسلط الضوء على أهمية وجود إطار تنظيمي أكثر قوة في الولايات المتحدة، لمعالجة المشكلات الوجودية التي تسببها التقنية بشكل عام.
وقال زميل الصين البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات غير الحزبية في واشنطن، كريج سينجلتون: “يمثل هذا التشريع لحظة محورية في المعركة المستمرة للسيطرة على مساحات الرأي العام الناشئة، مما يعمق المنافسة الجيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة”.
المصدر: CNN
إقرأ أيضًا
أكثر الدول استخدامًا لتطبيق “تيك توك” حول العالم
