ممسكة بالمايكروفون وترتدي خوذة يغوص رأسها الصغير فيها، ولكن بثقة تقف وتنقل الأوضاع، لتحصل “سمية” على لقب “أصغر مراسلة في غزة“.
لا شك أن الطفلة صاحبة الأحد عشر عامًا تتمتع بموهبة واضحة، فلديها حضور قوي وقدرة على الإلقاء والسرد والمحاورة.
وهذه الصفات هيأت سمية لامتهان مهنة المراسل في هذه السن الصغيرة بجدارة.
ولكن من هي “سمية”؟
اسمها بالكامل هو سمية محمد أبو شمالة، ولدت في عام 2014 مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
ولا زالت سمية تتلقى تعليمها في المرحلة الابتدائية وتحديدًا الصف الخامس.
وتمتلك سمية القدرة على جمع المعلومات وطرح الأسئلة الجريئة وثقة بالنفس أمام الكاميرا.
ومن ناحية اللغة العربية، فهي تجيدها بشكل جيد يناسب مرحلتها العمرية.
كيف بدأت سمية العمل الصحفي؟
وكانت بداية سمية مع العمل الصحفي في عام 2023، عندما التحقت بالعمل في قناة “الجزيرة مباشر”.
وينحصر عمل سمية في تقديم التقارير الميدانية من مخيم النصيرات، إذ تُسلط الضوء على معاناة سكان المخيم وظروفهم المعيشية الصعبة.
ويشمل عملها إجراء مقابلات مع أهالي المخيم، خصوصًا الأطفال، كما أنها تنقل أصواتهم للعالم.
وتُشارك سمية في تغطية الأحداث المهمة في غزة، مثل المسيرات والاحتجاجات.
وتقول الطفلة الموهوبة إنها كانت تطمح لتعمل كمراسلة منذ وقت طويل، حتى قبل قيام الحرب.
وتقول في لقاء مع قناة “الجزيرة” إنها كانت تريد إخبار العالم بأسره بأن قدوتها الصحفية الراحلة شيرين أبو عاقلة.
وتقول سمية: “مبخافش يحصل لي حاجة، أنا أصلا لما بطلع بتوكل على الله”.
وأشارت إلى أن والديها عارضا في البداية عملها في هذه المهنة بسبب صغر سنها، بخلاف درايتهم باستهداف الصحفيين.
وتابعت: “لكن لما شافوني أنا مصرة، وبدي أكون في مجال الصحافة، وافقوا، وكنت أتحدث معهم دائمًا قبل ظهوري على الشاشة”.
وقالت سمية إنها لا تعرف إذا كان سيتم استهدافها أم لا، ومتى سيحدث ذلك.
ووجهت أصغر مراسلة في غزة رسالة بضرورة وقف الحرب، وأظهر الإنسانية تجاه قطاع غزة وأطفاله.
شهرة سمية
هذه الموهبة لفتت الأنظار إلى الطفلة سمية، وأبدى الكثيرون من المشاهدين إعجابهم بها.
وبدأ العديد من الناس ينظرون إلى سمية باعتبارها رمزًا للأمل وإلهام أطفال غزة.
كما أنها تساهم في تغيير الصورة النمطية عن الأطفال في غزة هناك، وتُظهر قدرتهم على الإبداع والمساهمة في المجتمع.
أبرز التقارير التي قدمتها سمية
*معاناة الأطفال في مخيم النصيرات من نقص الماء والكهرباء.
*الأضرار التي لحقت بالمخيم جراء العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2023.
*احتجاجات أهالي المخيم ضد الحصار الإسرائيلي.
*مُقابلات مع وسائل إعلام عربية وعالمية، تحدثت فيها عن تجربتها كصحفية وعن طموحاتها للمستقبل.
اقرأ أيضاً:
لماذا عجلات عربات التسوق في المتاجر الكبرى دائمًا مكسورة؟