أحداث جارية سياسة

من الدعم إلى الانتقاد.. سبب تغيّر الموقف الأوروبي تجاه إسرائيل

شهد الموقف الأوروبي الرسمي تجاه إسرائيل تغييرًا كبيرًا مؤخرًا، فبعد التأكيد المستمر على ما يسمى “حق الدفاع عن النفس” لكيان الاحتلال، أصبح الاتحاد الجامع لدول القارة العجوز داعيًا بشدة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، فما السبب؟

الإبادة الجماعية تغيّر الموقف الأوروبي

قال الكاتب والباحث السياسي، منيف عماش الحربي، إنه “بعد أحداث السابع من أكتوبر، تبنت أوروبا السردية الإسرائيلية، وكان الموقف قائم على الانحياز لإسرائيل”.

وأضاف “الحربي” في مقابلة مع برنامج “هنا الرياض” على قناة “الإخبارية”: “على إثر الهجمات والإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل تغير موقف الاتحاد الأوروبي، وأصبح متزنًا، حتى أن ألمانيا التي تعاني من عقدة تاريخية تجاه إسرائيل، نجد وزيرة خارجيتها  إتدعم حل الدولتين”.

وتابع: “بدأت أوروبا ترى قبل 7 أكتوبر، وهو ما بدأ من تفعيل السعودية مبادرة السلام العربية، حيث عُقدت اجتماعات بين المملكة ومصر والأردن والجامعة العربية مع الاتحاد الأوروبي”.

وواصل الكاتب والباحث السياسي: “حجم التنسيق الآن بين الجانب العربي والأوروبي كبير جدًا، ولم توضع خطة لحل القضية إلا بعد جولة أمين الاتحاد جوزيف بوريل في المنطقة”.

حرب مختلفة عن سابقاتها

قال منيف عماش الحربي إن “الحرب في غزة تمثل أزمة تختلف عن كل أزمات المنطقة، بما في ذلك حروب 1948 و1967 1973، لأن هذه المرحلة غيرت المعادلات”.

وأوضح: “الآن، الأزمات المتتالية في المنطقة تنعكس مباشرة على الجانب الأوروبي والمجتمع الدولي”.

وأضاف: “في هذه المرحلة أدرك الجميع، بما يشمل الداخل الإسرائيلي، أن إسرائيل لا تستطيع أن تحقق الأمن بالسلاح والقوة العسكرية، بل يجب أن يكون هناك حل للدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

انقسامات في إسرائيل

وقال الكاتب والباحث السياسي: “في الجانب الإسرائيلي لم نشهد انقسامات حادة كما نراها الآن، والمثال على ذلك، مطالبة زعيمة حزب العمل حجب الثقة عن حكومة نتنياهو، كما أن زعيم المعارضة يائير لابيد اعترف بحل الدولتين”.

وأضاف: “هناك صراع حقيقي بين الدولة العميقة الإسرائيلية واليمين المتطرف، وحكومة نتنياهو ليست حكومة أبدية، ولكنه لو أوقف الحرب الآن ستسقط الحكومة مع صعود لليسار والوسط”.

اقرأ أيضًا

خارطة أوروبية لحل القضية الفلسطينية

ما هي رؤية المملكة لإنهاء معاناة الفلسطينيين؟

ماذا يميز الخطاب السعودي اليوم بشأن فلسطين عن السابق؟