يمكن أن يؤدي اصطدام قدمك بزاوية الطاولة أو ضرب رأسك بسقف منخفض إلى إصابتك بكدمة، لكن سبب الكدمة يكون في بعض الأحيان أقل وضوحًا – في الواقع، يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للكدمات من غيرهم، وفي حالات نادرة وفي بعض الحالات، يبدو أن الكدمات تظهر بدون سبب على الإطلاق، إذن ما الذي يسبب الكدمة بالضبط؟
الكدمة، المعروفة باسم “الكدمة” في الحديث الطبي، هي استجابة الجسم لإصابات الأوعية الدموية، إذ يقول “تيري فوستر”، أخصائي التمريض السريري للرعاية الحرجة، إن الكدمات التي لا تنتج عن قوة حادة أو صدمة للجسم يمكن أن تكون مؤشرًا على حالة صحية كامنة، مثل اضطراب الدم، ولهذا السبب، يجب تقييم أولئك الذين يصابون بكدمات غامضة من قبل أخصائي الرعاية الصحية.
متى تظهر الكدمات؟ ولماذا يتغير لونها؟
تظهر الكدمات عندما تترك الإصابة الجلد سليمًا ولكنها تلحق الضرر بالأوعية الدموية الصغيرة التي تقع تحته، مما يتسبب في تسرب الدم إلى الأنسجة المحيطة، وحتى عندما يتوقف النزيف نفسه، فإن الدم الذي تدفق بالفعل ينحصر تحت الجلد، وتبدو هذه البقع من الدم المتجمع في البداية حمراء، ثم تتحول فيما بعد إلى اللون الأرجواني المزرق والأصفر المخضر، على الرغم من أن مظهر الكدمات يمكن أن يختلف باختلاف لون بشرة الشخص، فالكدمة يتغير لونها أيضًا بسبب تحلل مكونات الدم المجمع.
يحصل الدم على لونه من الهيموجلوبين، وهو البروتين الذي يحمل الأكسجين في خلايا الدم الحمراء في مجرى الدم، ولون الهيموجلوبين بمفرده أحمر داكن، لكن لونه يتغير عندما يرتبط بجزيئات معينة، على سبيل المثال، يكون الهيموجلوبين أحمر ساطعًا عندما يحمل الأكسجين ولكنه يتحول إلى اللون الأحمر الكرزي عندما ينقل غاز ثاني أكسيد الكربون.
عندما تتشكل الكدمة ويتدفق الدم من الأوعية الدموية التالفة إلى الأنسجة المجاورة، يبدأ الهيموجلوبين الموجود في الدم بإسقاط الأكسجين الخاص به والتقاط ثاني أكسيد الكربون بدلاً من ذلك، ثم يبدأ الهيموجلوبين نفسه في التحلل، ويتحول أولاً إلى شكل بني داكن من البروتين يسمى الميثيموجلوبين ثم إلى أصباغ صفراء تسمى البيليفيردين والبيليروبين.
متى تتلاشى الكدمات؟
تتلاشى الكدمات بشكل عام في غضون أسبوعين، ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن تستمر لفترة أطول من شهر.
إلى جانب الإصابة الجسدية أو الصدمات، يمكن أن تحدث الكدمات لعدد من الأسباب الأخرى، وتشمل هذه الأسباب ردود الفعل التحسسية أو حالات تخثر الدم، وتشمل هذه الحالات نقص الصفيحات، حيث يكون لدى الشخص مستوى منخفض من الصفائح الدموية، وهي الخلايا التي تشكل جلطات الدم، إذ يمكن أن تكون هذه الحالة موروثة أو مكتسبة من خلال التعرض للمواد الكيميائية، أو بعض الأدوية، أو كتأثير لحالات صحية أخرى.
الأشخاص الأكثر عرضة للكدمات
وأشار فوستر إلى أن الأفراد الذين يتناولون أنواعًا معينة من الأدوية قد يكونون أيضًا أكثر عرضة للكدمات التي لا تنتج بشكل مباشر عن الإصابة فبعض الأدوية — مثل مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الأسبرين والإيبوبروفين، وأدوية تسييل الدم، بما في ذلك الوارفارين — تزيد من خطر الإصابة بالكدمات عن طريق تقليل قدرة الدم على التجلط، كما يمكن لبعض المضادات الحيوية ومضادات الاكتئاب والمكملات الغذائية، أن تساهم أيضًا في مشاكل تخثر الدم.
ولحسن الحظ، فإن معظم الكدمات البسيطة تزول من تلقاء نفسها ولا تشكل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان.
اقرأ ايضا :
ماذا يحدث عندما تتناول الكثير من البيوتين؟