كشفت دراسة حديثة أن فهم آلام الظهر المزمنة كعملية مرتبطة بالدماغ، من خلال علاج إعادة معالجة الألم، يمكن أن يقلل بشكل كبير من شدة الألم.
وتعيد الدراسة صياغة أسباب الألم، ما يعني إمكانية إدارة الألم المزمن بشكل أكثر فعالية من خلال تضمين دور الدماغ في مناقشات العلاج.
وحسب نتائج الدراسة، فإن ثلثي المشاركين لم يشعروا بألم يذكر أو لم يشعروا بأي ألم، بعد أن عزوا انزعاجهم إلى العمليات العقلية أو الدماغية خلال فترة تعافيهم، حسب موقع ” scitechdaily”.
ونشرت الدراسة في مجلة “جاما” العلمية، علماً بأنها قدمت إجابات رئيسية حول كيفية مساعدة الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر المزمنة، وبحثت في العلاقة الحاسمة بين الدماغ وإدارة الألم في الحالات المزمنة.
وتركز الدراسة بشكل خاص على دور نسب الألم – تصورات الأفراد فيما يتعلق بالأسباب الجذرية لألمهم – في تقليل شدة آلام الظهر المزمنة.
مفتاح العلاج الفعال
وقال المؤلف الأول للدراسة يوني أشار، أستاذ مساعد في الطب الباطني في الحرم الطبي بجامعة كولورادو بالولايات المتحدة: “يعاني ملايين الأشخاص من آلام مزمنة ولم يجد الكثير منهم طرقًا للمساعدة في تخفيف الألم، مما يوضح أن هناك شيئًا مفقودًا في الطريقة التي نشخص بها الأشخاص ونعالجهم”.
اختبر “أشار” وفريقه ما إذا كانت إعادة توزيع الألم إلى عمليات العقل أو الدماغ مرتبطة بتخفيف الألم في علاج إعادة معالجة الألم (PRT)، الذي يعلم الناس إدراك إشارات الألم المرسلة إلى الدماغ على أنها أقل تهديداً، فيما كان هدفهم هو فهم كيفية تعافي الأشخاص من آلام الظهر المزمنة بشكل أفضل.
وكشفت الدراسة أن المرضى أفادوا بانخفاض شدة آلام الظهر، فيما قال أشار: “تظهر دراستنا أن مناقشة أسباب الألم مع المرضى ومساعدتهم على فهم أن الألم غالبا ما يكون في الدماغ يمكن أن يساعد في تقليله”.
تغيير المفاهيم
ولدراسة آثار نسب الألم، سجّل الباحثون أكثر من 150 شخصًا بالغًا يعانون من آلام الظهر المزمنة الشديدة إلى حد ما في تجربة عشوائية لتلقي PRT. ووجد الباحثون أن ثلثي الأشخاص الذين عولجوا بـ PRT أفادوا بأنهم أصبحوا خاليين من الألم أو تقريبًا بعد إتمام العلاج.
ووجدت الدراسة أن فئة قليلة من الناس يعتقدون أن أدمغتهم لها علاقة بألمهم، يوضح أشار: “قد يكون هذا غير مفيد ومؤذي عندما يتعلق الأمر بالتخطيط للتعافي، لأن إسناد الألم يوجه قرارات العلاج الرئيسية، مثل إجراء عملية جراحية أو علاج نفسي”.
ويضيف: “تُظهر هذه النتائج أن تغيير وجهات النظر حول دور الدماغ في الألم المزمن يمكن أن يسمح للمرضى بتجربة نتائج ونتائج أفضل”.
يقول أشار إن أحد أسباب ذلك قد يكون أنه عندما يفهم المرضى أن آلامهم ناجمة عن عمليات الدماغ، فإنهم يتعلمون أنه لا يوجد شيء خاطئ في أجسادهم وأن الألم هو “إنذار كاذب” يولده الدماغ أنهم لا يفعلون ذلك.
ويأمل الباحثون أن تشجع هذه الدراسة مقدمي الخدمات على التحدث مع مرضاهم حول الأسباب الكامنة وراء آلامهم ومناقشة الأسباب خارج نطاق الأسباب الطبية الحيوية.
اقرأ أيضاً:
5 طرق يومية للتخلص من آلام الظهر.. هل تفعل شيء منها؟