أثبتت الدراسات أن المرضى النفسيين هم أكثر الأشخاص تطلعًا إلى تولي السلطة وجمع الثروة.
وأشارت الأبحاث إلى أن هذه الرغبة تتوفر بشدة فيمن يعانون من الانعزال الشديد، ويفتقدون للتواصل العاطفي مع الآخرين.
آلات عديمة المشاعر
كان عالم النفس، هيرفي كليلكي، هو أول الدارسين للشخصية “المضطربة نفسيًا”، وكيف تؤثر على سلوك الأشخاص.
وظلت نتائج بحث كليلكي صالحة للاستخدام حتى الآن، وكانت أساس اختبار “الاعتلال النفسي” الشهير الذي أجراه عالم النفس الكندي روبرت هير.
ووصف كليكلي المرضى النفسيين بأنهم آلات عديمة المشاعر، ويفتقدون القدرة على تكوين علاقات حميمة ولا يمكنهم أن يحبوا أي شخص إلا نفسهم.
ويميل هؤلاء المرضى النفسيون بشكل أكبر إلى استغلال الأشخاص بدلًا من حبهم احترامهم وتعزيز الثقة بهم.
وفي حين هذا الانحراف البعيد في السلوك النفسي لهؤلاء الأشخاص، إلا أنهم يظهرون بمظهر الأشخاص العاديين ويتبون سلوكًا تقليديصا، وينجذب الآخرون لهم نتيجة هذا السلوك المفتعل.
علامات تدل على المرضى النفسيين
يؤكد المختصون أن الانفصال الشديد هو سمة أساسية مشتركة بين المرضى النفسسين، والتي تؤدي إلى افتقارهم للتعاطف والتمركز حول الذات، وفقدان القدرة على تكوين علاقات حقيقية.
وهذا يدفعهم ليكونوا أكثر بحثًا عن السلطة والنفوذ والمال وكذلك النجاح، بشكل مدمر.
وبمجرد وصولهم إلى غايتهم، يبدأون في استخدام هذه السلطة بطرق ملتوية، مسببين معاناة لمن حولهم.
ويمكن الاستدلال على هؤلاء الأشخاص من خلال رغيتهم في جمع المزيد من الممتلكات المادية مثل المال أو المجوهرات أو السيارات أو الملابس.
وقد تشمل مساعيهم أيضًا أشياء غير مادية مثل الإنجازات والنجاح والشهرة أو الوضع الاجتماعي المرموق والمهني الأعلى.
وفي الحياة اليومية، يسعى هؤلاء المرضى النفسيون ليكونوا في مركز الاهتمام، كما يتسمون بعد الرضا الدائم عن أحوالهم مهما وصلوا.
الشعور بالنقص
يُعد إحدى العلامات على المرضى النفسيين المتطلعين للسلطة، ويرجع ذلك لانفصالهم الدائم عن المجتمع.
والشعور بعدم الاكتمال يكمن في داخلهم، حتى ولو أظهروا عكس ذلك من ثقة بالنفس واكتفاء ذاتي.
ولذلك فهم يتطلعون دائمًا إلى السلطة والمكانة والثروة، بغرض تعويض النقص، على عكس غيرهم ممن لديهم ارتباط أقوى بالعالم الخارجي.
ويقول العلماء إنه أمر مؤسف، “لأنه سيكون رائعًا لو كان الأشخاص المتصلون في مواقع السلطة، بما يصنع قادة مثاليين بإحساسهم بالتعاطف والمسؤولية والمبادئ الأخلاقية القوية”.
ولأن الأشخاص الأكثر تواصلًا مع المجتمع واتزانًا نفسيًا لا يرغبون في السلطة، فإن الأماكن تظل شاغرة للمنعزلين وهو ما يفسر سبب امتلاء العالم بالفساد والظلم والقمع.
الـ “META-Health”.. علم حديث يربط الحالة النفسية بالجسدية