رياضة

النساء أكثر عرضة لإصابات الملاعب من الرجال.. ما السبب؟

إصابات الملاعب

من المعروف أن إصابات الملاعب تنتشر بين الرياضيين، وفي وقت أصبحت فيه كرة القدم النسائية أكثر شعبية من أي وقت مضى، ثمة إصابات مؤسفة تطال اللاعبات النساء، فيما يحاول الباحثون اكتشاف السبب الذي يجعل الجسد الأنثوي أكثر عرضة لإصابات معينة.

والأهم من ذلك، معرفة ما الذي يمكن فعله لمساعدة نخبة الرياضيات الشابات والنساء من جميع الأعمار اللاتي يستمتعن بالرياضات مثل التنس أو التزلج، على تجنب هذه الإصابات.

الرباط الصليبي

الرباط الصليبي الأمامي يُعد من الإصابات الشائعة بين الرياضيات، وهو عبارة عن شريط قوي من الأنسجة يعمل على تثبيت الركبة ويحافظ على ثبات عظم الساق ومحاذاة عظم الفخذ، ومع ذلك، فإن التغيير المفاجئ في الاتجاه، أو التوقف السريع أثناء الجري، يمكن أن يؤدي إلى تمزقه.

هذه الإصابة مؤلمة ويمكن أن تكون كارثية بالنسبة للشباب، خاصة وأن الكثير منهم لا يعودون إلى الرياضة التي أحبوها، كما أنهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بهشاشة العظام (وجراحة استبدال الركبة) في المستقبل.

يمكن للجراحين استبدال الرباط بطُعم، يؤخذ عادة من أوتار الركبة للمريض (العضلات الموجودة في الجزء الخلفي من الفخذ) في إجراء ثقب المفتاح. لكن إعادة التأهيل لإعادة بناء القوة والاستقرار السابقين يمكن أن يستغرق ما يصل إلى عام.

إصابات الإناث

كان هناك “ارتفاع حاد” في إصابات الرباط الصليبي الأمامي، خاصة بالنسبة للإناث (الرياضيات أو غير ذلك) الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عامًا، وفقًا لتحليل نُشر في مجلة لانسيت العام الماضي، بناءً على معدلات إصابات الركبة من عام 1998 إلى عام 2018 في أستراليا.

وفي الوقت نفسه، في المملكة المتحدة، وجدت دراسة نشرت في مجلة The Bone & Joint Journal في عام 2020 أن عمليات إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا زادت بمقدار 29 ضعفًا على مدار العشرين عامًا الماضية، مع أكبر نمو لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 19 عامًا. .

ارتفاع في الإصابات

يقول ويليام جاكسون، استشاري جراحة العظام من أوكسفوردشاير، والمتخصص في إعادة بناء الأربطة “إننا نشهد ارتفاعًا مثيرًا للقلق في إصابات الركبة لدى المراهقين والشباب – ولكن بشكل خاص بين الفتيات – في جميع أنحاء العالم”، ولكن لماذا يكون الشباب، وخاصة الفتيات، أكثر عرضة للخطر؟

يقول الخبراء إنه لا يوجد عامل واحد. قد يكون الأمر تشريحيا جزئيا: فالنساء لديهن حوض أوسع قليلا، مما يعني أن الركبة من المرجح أن تكون مائلة قليلا إلى الداخل (ومعرضة للإصابة)، كما يشير جاكسون.

لديهن أيضًا ركبة أضيق قليلاً، مما يعني أنه يمكن ضغط الرباط الصليبي الأمامي داخل المفصل، كما قد تلعب التغيرات الهرمونية الناتجة عن الدورة الشهرية دورًا أيضًا، إذ يسبب هرمون الاستروجين تراخيًا أكبر في الأوتار والأربطة، مما يزيد من خطر الإصابة.

عوامل بيئية

ومع ذلك، فإن الخبراء منقسمون حول قوة الأدلة على ذلك. يشير البعض إلى العوامل “البيئية”، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تلعب النساء على ملاعب ذات نوعية رديئة، حيث تزيد الأسطح غير المستوية من خطر التعثر.

وقد تم تصميم أحذية كرة القدم تقليديًا لأقدام الرجال التي تختلف في الشكل. حددت الأبحاث التي أجرتها الدكتورة كاترين أوكولم كريجر، وهي محاضرة أولى في الطب الرياضي بجامعة سانت ماري في لندن، عددًا من الاختلافات الرئيسية بناءً على فحوصات أقدام الذكور والإناث، وتشير إلى إنه حتى طول المسامير الموجودة في حذاء كرة القدم مصمم بناءً على حركة الرجال، الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة فرص التصاق أحذية النساء بالأرض والتسبب في الإصابة.

عامل محتمل آخر هو التدريب. وكما يوضح جاكسون “تتمتع لاعبات كرة القدم النخبة بمهارات عالية للغاية، لكن لم يتعرضن دائمًا لنفس التدريب على القوة والتكيف مثل نظرائهن من الرجال.” مضيفًا أنهن “يحصلن على وقت محدود في التربية البدنية في المدرسة أيضًا – ونتيجة لذلك، فهن لسن لائقات وقويات بما يكفي لتجنب الإصابة عندما يمارسن الرياضة”.

انخفاض المعدل

عندما يتعلق الأمر بإصابات الرباط الصليبي الأمامي في كرة القدم للسيدات، يقول الاتحاد الإنجليزي إنه في دراسة أجراها مع جامعة نوتنغهام ترنت كشفت أن معدل الإصابات في الدرجتين العلويتين قد انخفض على مدى أربع سنوات، ولم يكن أعلى من الرجال.

وقال متحدث باسم Good Health: “سيساعدنا التحديث من بيانات هذا الموسم على فهم ما إذا كان هذا اتجاهًا مستمرًا أم لا”.

حماية اللاعبين

“عشر دقائق فقط من تمارين التوازن والتنسيق والقوة مرتين في الأسبوع يمكن أن تقطع شوطا طويلا في حماية الرياضيين الهواة” كما يقول ستيف ديفيز، أخصائي العلاج الطبيعي العضلي الهيكلي، مشيرًا إلى برامج الوقاية القائمة على التمارين الرياضية، مثل برنامج FIFA 11+ للوقاية من الإصابات المصمم لبناء القوة العضلية والتوازن وخفة الحركة لدى لاعبي كرة القدم، والتي ثبت أنها تقلل الإصابات الإجمالية بنسبة 30 في المائة والإصابات الخطيرة (مثل تلف الرباط الصليبي الأمامي) بمقدار النصف.

ومع ذلك، فإن القدرة على التحمل مهمة أيضًا، كما يحذر ستيف ديفيز. على سبيل المثال، وجدت الأبحاث التي أجريت حول إصابات النساء في الدوري الألماني الممتاز، والتي نُشرت مؤخراً في المجلة السريرية للطب الرياضي، أن معدل الإصابة يتضاعف بعد الدقيقة الستين من المباراة، عندما يبدأ التعب في الظهور.

يوضح ديفيز أيضًا أن إن تدريب القوة المناسب ضروري أيضًا، إذ لا يكفي مجرد القيام ببعض جولات الجلوس على الحائط، قبل البدء بجلسات منتظمة في ملعب الاسكواش أو التنس، أو حتى للانطلاق في عطلة تزلج.

ما مخاطر إصابة لاعبي كرة القدم بالخرف؟

أشهر جرائم القتل في عالم كرة القدم

أقوى إعلانات انتقالات اللاعبين في تاريخ كرة القدم