هل سبق لك أن دخلت في دوامة من الأفكار السلبية المتكررة مثل: “ماذا لو لم أكن جيدًا بما فيه الكفاية؟” أو “ماذا لو حدث لي شيء سيء؟”.
يمكن أن يمر كثيرون منا بأفكار سلبية متكررة، تسمى أيضًا الاجترار، وقد أصابت هذه الأفكار الأشخاص بشكل خاص أثناء جائحة كوفيد-19، الأمر الذي تبرره ليلا ماجافي، طبيبة نفسية ومديرة طبية إقليمية في الطب النفسي المجتمعي أنه “خلال الوباء، يميل الأفراد إلى اجترار الأمور بحثًا عن شعور بالسيطرة لأنهم يواجهون حالة من عدم اليقين المسببة للقلق”.
غير أنه بعد انتهاء الجائحة مازال الناس يصابون بمثل هذه الأفكار، فكيف يمكن السيطرة عليها؟ في السطور التالية نستعرض طرقاً ناجعة تساعدك على التخلص من الأفكار السلبية المتكررة في رأسك.
لاحظ وقت الحدوث
قبل أن تتمكن من فعل أي شيء حيال الأفكار السلبية المتكررة، عليك أن تلاحظ وقت حدوثها. يقول الدكتور أرغام: “الوعي هو المفتاح”، لذا افحص ما إذا كانت الفكرة تدفعك للأمام أم أنها تتركك عالقًا. يقترح الدكتور أرغام أن تسأل نفسك بعض الأسئلة: “هل هذا الفكرة تفيدني؟ هل سأحصل على إجابة لهذا الآن؟ ماذا يمكنني أن أفعل أيضًا؟” إذا لم تتمكن من حل ما تفكر فيه الآن، فقد حان الوقت لتجربة تكتيك مختلف.
اصرف انتباهك
إن إبعاد عقلك عن التفكير يمكن أن يجلب الكثير من الراحة، يقول الدكتور ماجافي: “يمكن للألغاز أن تحسن اليقظة الذهنية وحالات المزاج العام” موضحًا أنها “يمكنها صرف الانتباه عن الاجترار المؤلم”، فيما تشير بعض الدراسات إلى أن الألغاز يمكن أن تقلل من تلف خلايا الدماغ وتسهل نمو الخلايا العصبية الجديدة.
إعادة الانخراط في الهوايات والاهتمامات التي تجلب لك السعادة يمكن أن تكون فعالة أيضًا، يقول الدكتور أرغام “هذا النوع من التعبير عن الذات هو أيضًا طريقة أخرى للمساعدة في اجترار الأفكار وأيضًا [منعها]”، وقد تكون الأنشطة الأخرى هي التواصل مع الأصدقاء والعائلة أو ممارسة النشاط البدني.
لكن كن حذرًا من الأنشطة التي لا تجدي نفعًا، وانتبه إلى تعاطيك للمخدرات. قال الدكتور أرغام : “أي شيء يمكن أن يسبب الإدمان بهذه الطريقة، سواء كان استخدام المخدرات أو إدمان الهاتف أو أي نوع آخر من الإدمان غير المفيد، فإنه يمكن أن يكون علاج قصير المدى بدلاً من المدى الطويل”.
افعل شيئاً جديداً
غالبًا ما يكون الافتقار إلى المحفزات الجديدة -رؤية نفس الجدران الأربعة، ونفس الأشخاص، ونفس القصص الإخبارية مرارًا وتكرارًا – مسببًا للاكتئاب، لذا امنح نفسك بعض المحفزات الجديدة. قال الدكتور أرغام: “إن تغيير بيئتك يمكن أن يكون مفيدًا للغاية”. اذهب في نزهة في جزء من منطقتك أو مدينتك لم تره من قبل. انطلق إلى الطبيعة، ربما إلى حديقة أو طريق لم تمش فيه من قبل، أما إذا كنت تريد الذهاب إلى مكان كنت فيه بالفعل، ففكر في الذهاب إلى مكان لديك فيه ذكريات إيجابية.
التركيز على العادات الصحية
من المهم الحفاظ على العادات الصحية، لذا احرص على تنظيم نومك، وتناول الطعام بشكل جيد، والبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة.
يوضح الدكتور أرغام “عندما تحصل على قدر أكبر من الراحة، يكون لديك سيطرة أكبر على عقلك، ويقل احتمال الوقوع في فخ التفكير الزائد، والاجترار، والقلق”.
ويؤكد الدكتور أرغام أنه في كثير من الأحيان، يكون نوع الأسئلة التي نسألها لأنفسنا بشكل متكرر ليست أسئلة جيدة، لذا فهو بحسب توصيفه ” أشبه بمحاولة حل لغز ليس له إجابة”، وبالتالي فإن الحل الأنسب بحسب تأكيده هو “أن تحول أفكارك بعيدًا عن المحتوى المزعج أو المقلق إلى شيء آخر”.
الأفكار السلبية.. لماذا تسيطر علينا؟
TikTok يقدم الدعم لمستخدميه ضد الأفكار السلبية.. كيف ذلك؟
البارانويا أو جنون الارتياب.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج