صحة

البارانويا أو جنون الارتياب.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج

البارانويا أو جنون الارتياب

قد نسمع عبارة أن شخصًا ما أصيب بجنون الارتياب أو البارانويا أو جنون الارتياب، فما هي حقيقة هذا المرض؟

البارانويا ببساطة عبارة عن الشعور بالخطر المُحدق، وإن لم يكن هناك أي دليل على وجود أي تهديد يمكن أن يؤذي فعلاً، ومن الشائع أن يعاني معظم الأشخاص من مستوى معين من جنون الارتياب مرة واحدة على الأقل في حياتهم.

بالنسبة لمعظم الناس، تأتي هذه المشاعر وتختفي بسرعة كبيرة، ولكن بالنسبة للمصابين به، يمكن أن يستمر جنون الارتياب لفترات طويلة من الزمن، وهو الأمر الذي يستلزم البدء في العلاج، لأنه مرض يمكن أن يؤثر في القدرة على العمل والحياة اليومية، وإنشاء العلاقات الاجتماعية والحفاظ عليها، والثقة بالآخرين.

أنواع جنون الارتياب

هناك ثلاثة أنواع من حالات الصحة العقلية المرتبطة بالبارانويا والتي يمكن أن تؤثر على أفكارك وسلوكياتك، وتشمل:

اضطراب الشخصية المذعورة : يمكن أن تحدث هذه الحالة عندما يكون لدى الشخص تاريخ طويل من عدم الثقة أو الشك في الآخرين؛ تشمل الأعراض الشائعة العزلة الاجتماعية، والقلق من أن الآخرين لديهم دوافع خفية، وعدم القدرة على العمل مع الآخرين. ويعتبر هذا الاضطراب من النوع الأخف.

الاضطراب الوهمي: غالبًا ما يتسبب هذا الاضطراب الذهاني في صعوبة فهم الفرق بين ما هو حقيقي وما خيالي؛ ويعاني الأشخاص من هذا النوع في المقام الأول من الأوهام، أو المعتقدات غير العقلانية وغير الصحيحة

الفصام المصحوب بجنون الارتياب: أشد أنواع جنون الارتياب، وتسبب هذه الحالة أوهامًا شديدة وهلوسات متكررة. قد يكون من الصعب بشكل خاص على الشخص المصاب بالفصام أداء وظائفه في الحياة اليومية، أو التحدث إلى الآخرين، أو فهم أفكاره وسلوكياته والتحكم فيها – خاصة بدون علاج مناسب.

أعراض جنون الارتياب

لا تعد البارانويا مرضًا بحد ذاتها، فهي تعد عرضًا لحالات صحية أخرى. ومع ذلك، فإنه يمكن ملاحظة عدة أعراض مرتبطة بالإصابة بها، وهي:

فقدان الثقة الشديد بالآخرين.

البحث الدائم عن التهديدات.

الانشغال بالدوافع الخفية للآخرين.

صعوبة مسامحة الآخرين.

الخوف من التعرض للاستغلال أو الخداع.

صعوبة في الراحة والاسترخاء.

عدم تصديق الآخرين وجدالهم.

أسباب الإصابة بجنون الارتياب

السبب الدقيق لجنون الارتياب غير معروف، ولكن يعتقد الباحثون أن مجموعة من العوامل يمكن أن تساهم في أفكار جنون الارتياب، مثل:

الإهمال العاطفي والجسدي أثناء الطفولة.

أحداث الحياة المؤلمة، مثل الإساءة أو الخيانة أو الاعتداء.

الإجهاد الشديد أو المزمن.

تعاطي مواد مثل الكحول أو الكوكايين أو الماريجوانا أو الميثامفيتامين.

الأحداث الاجتماعية أو السياسية، مثل الحرب أو العنف أو الإرهاب.

العيش مع القلق أو الاكتئاب.

عدم الحصول على قسط كاف من النوم.

الإصابة بحالة عصبية مرتبطة بالدماغ.

تشخيص الإصابة بجنون الارتياب

إذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك تعاني من نوبات طويلة من جنون الارتياب، فمن المهم التحدث إلى طبيب مختص، لأنه يستطيع مساعدتك في فهم سبب ظهور الأعراض لديك أو تشخيص إصابتك من خلال:

سؤالك عن تاريخك الطبي الشخصي والعائلي.

معرفة المزيد عن عادات نمط حياتك الحالية.

علاقاتك الحالية.

الاستفسار عن الصدمات الماضية أو الضغوطات أو تجارب الطفولة.

استخدم المقابلات أو الاستبيانات السريرية لمعرفة المزيد عن أعراضك.

إجراء فحص بدني.

علاج جنون الارتياب

إذا أشار الطبيب أنك مصاب بجنون الارتياب، فهناك مجموعة متنوعة من خيارات العلاج التي قد يقترحها الطبيب لمساعدتك، وذلك من خلال:

الأدوية: لا توجد أدوية حالية معتمدة لعلاج جنون الارتياب فقط، ومع ذلك، إذا كان جنون الارتياب لديك ناتجًا عن حالة كامنة مثل اضطراب الشخصية المذعورة أو الفصام أو القلق أو الخرف، فيمكن للطبيب أن يصف لك دواءً لعلاحك.

العلاج السلوكي المعرفي: العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو أحد أشكال العلاج الذي يستخدمه متخصصو الصحة العقلية لمساعدتك في تحديد الأفكار والمشاعر الضارة التي قد تؤثر على سلوكك ونوعية حياتك بشكل عام، وهو أحد أنواع العلاج قصيرة المدى التي قد تستخدم تقنيات الاسترخاء ومهارات حل المشكلات وإعادة صياغة الأفكار السلبية لمساعدتك على التعامل مع جنون الارتياب.

الوقاية من جنون الارتياب

نظرًا لأن الباحثين يعتقدون أن مجموعة من العوامل يمكن أن تتسبب في جنون الارتياب، فلا توجد طريقة مؤكدة لمنع أفكار جنون الارتياب. ومع ذلك، هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لتقليل الخطر، مثل:

الحد من تناول الكحول والمخدرات والمواد الأخرى.

ممارسة إدارة التوتر أو تقنيات الرعاية الذاتية مثل اليوغا، أو التأمل، أو كتابة اليوميات، أو النشاط البدني، أو الانخراط في الهوايات التي تستمتع بها.

الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلًا والالتزام بجدول نوم محدد.

ثق بأحبائك إذا كنت تعاني من أي ضغوطات أو تحتاج إلى دعم عاطفي.

وتذكر أنه لكي يكون علاج جنون الارتياب أكثر فعالية، من المهم بناء علاقة مع طبيبك والثقة به حتى تشعر بالدعم أثناء محاولتك إعادة صياغة الأفكار المخيفة وتحسين علاقاتك الاجتماعية.

سلامة المرضى ضمن أولويات تقديم الرعاية الصحية في المملكة

دراسة جديدة تكشف عن سلاح الدماغ السري ضد الإجهاد

المؤتمر السعودي للخدمات الإسعافية.. أبرز التفاصيل