تؤثر جودة وطول فترة مرحلة النوم العميق بشكل مباشر على الصحة العامة للإنسان، حيث يتعافى الدماغ من أي أضرار لحقت به أثناء استيقاظه خلال هذه المرحلة، والتي تعتمد عليها معظم أجزاء الجسم لتجديد نفسها.
مؤخرًا، اكتشف باحثون من جامعة زيورخ الألمانية أن زيادة النوم العميق له فوائد لعمل القلب والأوعية الدموية، فما هي؟
تفاصيل الدراسة
أثبتت الدراسة التي نشرت في مجلة القلب الأوروبية أن تحفيز موجات الدماغ أثناء النوم العميق يؤدي إلى انقباض القلب واسترخائه بقوة أكبر.
ونتيجة لذلك، يضخ القلب الدم إلى الدورة الدموية ويسحبه مرة أخرى بكفاءة أكبر، مما يزيد من تدفق الدم، وتسهيل إمداد الأعضاء والأطراف والدماغ بالدم الغني بالأكسجين.
استخدم فريق من متخصصي القلب بقيادة كريستيان شميد، كبير استشاري أمراض القلب في مستشفى جامعة زيوريخ، فحوصات الموجات فوق الصوتية للقلب لإثبات أن جودة أداء مهامه تصبح أعلى بعد تحفيز الدماغ ليلًا.
وتعد هذه ذه هي المرة الأولى التي يُظهر فيها أي شخص أن زيادة موجات الدماغ أثناء النوم العميق تعمل على تحسين وظيفة القلب.
وقال “شميد”: “لقد رأينا بوضوح أن قوة ضخ القلب واسترخائه كانت أكبر بعد الليالي التي شهدت تحفيزًا للدماغ، مقارنة بالليالي التي لم يتم فيها تحفيز”.
وأشار أن الدراسة شملت 18 رجلاً يتمتعون بصحة جيدة تتراوح أعمارهم بين 30 و57 عامًا، أمضوا 3 ليال غير متتالية في مختبر النوم.
وأثناء نوم الأشخاص موضع التجربة، قام العلماء بقياس نشاط الدماغ وضغط الدم ونشاط القلب بشكل مستمر. علما بأن ليلة واحدة من 3 لم يكن فيها تحفيز للدماغ.
اعتمد العلماء في تجاربهم على الضوضاء الوردية، حيث تعرض الأشخاص موضع التجربة لنغمات مختصرة بترددات معينة أثناء مرحلة النوم العميق.
قالت إحدى المشاركات في إعداد الدراسة، ستيفاني هويلر: “أثناء التحفيز، نرى بوضوح زيادة في الموجات البطيئة، بالإضافة إلى استجابة من نظام القلب والأوعية الدموية”، مشيرة أن النتائج ومعدلات التأثير الإيجابي كانت “قوية جدًا من الناحية الإحصائية”.
وأضافت “هويلر”: “هذه الدراسة ذات أهمية كبيرة ليس فقط لأطباء القلب ولكن للرياضيين أيضًا، حيث يمكن أن يضمن لهم التعافي بشكل أسرع وأفضل بعد التدريبات المكثفة”.
وأشارت أن الخطوة القادمة في هذا المجال تتمثل في دراسة تأثير التحفيز أثناء النوم على المرضى.
هل من الأفضل النوم بدون وسادة؟
6 عادات قبل النوم للأشخاص الذين لا يمرضون أبدًا
ما الأشياء التي لا يجب فعلها إذا أردنا الحفاظ على صحة الكليتين؟