علوم

هل الواجبات المنزلية جيدة للأطفال؟

الواجبات المدرسية

في السنوات الأخيرة، أصبحت الواجبات المنزلية موضوعًا على طاولة المناقشة دائمًا، إذ أثار العديد من الآباء والمعلمين مخاوف بشأن الواجبات المنزلية وتساءلوا عن مدى فعاليتها في تعزيز تعلم الطلاب. هناك أيضًا مخاوف من أن الطلاب قد يحصلون ببساطة على الكثير من الواجبات المنزلية، مما يتعارض في النهاية مع قضاء وقت عائلي جيد وفرص النشاط البدني واللعب.

تشير الأبحاث إلى أن هذه المخاوف قد تكون صحيحة. على سبيل المثال، ذكرت إحدى الدراسات أن طلاب المدارس الابتدائية، في المتوسط، يتم تكليفهم بثلاثة أضعاف الكمية الموصى بها من الواجبات المنزلية، فما هي المخاطر والفوائد المحتملة للواجبات المنزلية، وما هو مقدارها “أكثر من اللازم”؟

فوائد الواجبات المنزلية 

وجدت دراسة تجريبية حديثة في رومانيا بعض الفوائد لكمية صغيرة من كتابة الواجبات المنزلية لدى طلاب المرحلة الابتدائية، ولكن لم يكن ضمنها واجبات الرياضيات، ومع ذلك، فمن المثير للاهتمام أن هذا التأثير الإيجابي لم يحدث إلا عندما تم إعطاء الطلاب قدرًا معتدلًا من الواجبات المنزلية (حوالي 20 دقيقة في المتوسط).

ومع ذلك، فإن الهدف من الواجبات المنزلية ليس مجرد تحسين المهارات الأكاديمية. وجدت الأبحاث أن الواجب المنزلي قد يكون له بعض الفوائد غير الأكاديمية، مثل بناء المسؤولية ، ومهارات إدارة الوقت، والمثابرة على المهمة . قد تؤدي الواجبات المنزلية أيضًا إلى زيادة مشاركة الوالدين في تعليم أطفالهم.

الآثار السلبية 

ومع ذلك، فإن الكثير من الواجبات المنزلية قد يكون لها أيضًا بعض التأثيرات السلبية على المهارات غير الأكاديمية من خلال تقليل فرص اللعب الحر، وهو أمر ضروري لتطوير اللغة والإدراك والتنظيم الذاتي والمهارات الاجتماعية العاطفية. وقد تتعارض الواجبات المنزلية أيضًا مع النشاط البدن ؛ في الواقع، يرتبط الكثير من الواجبات المنزلية بزيادة خطر زيادة الوزن، كما هو الحال مع البحث عن الفوائد الأكاديمية، يشير هذا البحث أيضًا إلى أن الواجبات المنزلية قد تكون مفيدة عندما تكون في حدها الأدنى.

ما هو المقدار “الصحيح” للواجبات المنزلية؟

تشير الأبحاث إلى أن الواجبات المنزلية يجب ألا تتجاوز 1.5 إلى 2.5 ساعة في الليلة لطلاب المدارس الثانوية ولا تزيد عن ساعة واحدة في الليلة لطلاب المدارس المتوسطة. يجب أن تكون الواجبات المنزلية لطلاب المدارس الابتدائية في حدها الأدنى وأن يتم تخصيصها بهدف بناء مهارات التنظيم الذاتي والعمل المستقل، أما أكثر من هذا، فقد لا يكون لها تأثير إيجابي.

ومن جانبها توصي جمعية التعليم الوطنية بـ 10 دقائق من الواجب المنزلي لكل صف، وهناك أيضًا بعض الأدلة التجريبية التي تدعم ذلك.

ماذا يمكن للوالدين أن يفعلوا؟

توصلت الأبحاث إلى أن مساعدة الوالدين في الواجبات المنزلية مفيدة ولكن الأهم هو كيفية مساعدة الوالدين بدلاً من عدد المرات التي يساعد فيها الوالد.

المراقبة: وقد أوضح البحث أنه من المهم التركيز على المراقبة العامة والتوجيه والتشجيع، ولكن اسمح للأطفال بإكمال واجباتهم المدرسية بشكل مستقل قدر الإمكان، كما تظهر الأبحاث أن السماح للأطفال بمزيد من الاستقلالية في إكمال الواجبات المنزلية قد يفيد مهاراتهم الأكاديمية.

مساعدة معقولة: يجب أيضًا ألا تقدم المساعدة إلا عندما يطلبها طفلك، فبحسب الأبحاث فإن الإفراط في مشاركة الوالدين أو المشاركة المتطفلة والمسيطرة في الواجبات المنزلية يرتبط بأداء أكاديمي أسوأ.

فرصة للتعلم: ساعد طفلك على رؤية الواجبات المنزلية كفرصة للتعلم وتحسين المهارات، فمن المهم النظر إلى الواجب المنزلي باعتباره فرصة للتعلم وليس شيئًا يجب إكماله بنجاح للحصول على درجة أعلى.

الهدوء: كن هادئًا وإيجابيًا أثناء أداء الواجب المنزلي. تظهر الأبحاث أن إظهار الأمهات لمشاعر إيجابية أثناء مساعدتهم في الواجبات المنزلية قد يحسن من دافعية الأطفال في الواجبات المنزلية.

المدح: امتدح عمل طفلك الجاد وجهده أثناء أداء الواجب المنزلي، فمن المرجح أن يؤدي هذا النوع من الثناء إلى زيادة الحافز، بالإضافة إلى ذلك، وجدت الأبحاث أن بذل المزيد من الجهد في الواجبات المنزلية قد يعزز تنمية الوعي لدى الأطفال.

التواصل: تواصل مع طفلك والمعلم حول أي مشاكل يواجهها طفلك في الواجبات المنزلية وأهداف المعلم التعليمية، إذ وجدت الأبحاث أن التواصل حول الواجبات المنزلية يرتبط بزيادة الأداء الأكاديمي.

 

باحثون يحذرون: الصراخ على الأطفال تمتد آثاره السلبية مدى الحياة

هل يتفاعل النساء والرجال بنفس الطريقة مع الإجهاد والتوتر؟

معلمون غيّروا العالم للأفضل على مرّ التاريخ