انخفضت أسعار بيع الألماس الخام – الأحجار الخام وغير المصقولة وغير المقطوعة – في عام 2023، الأمر الذي يعود إلى عزوف العديد من المستهلكين في مرحلة ما بعد الوباء عن شراء السلع الفاخرة، ووفقًا لمؤشر Zimnisky Global Rough Diamond Index، إذ وصلت الأسعار إلى أدنى مستوياتها العام الماضي، ويعزو محللو الصناعة هذا التراجع إلى انخفاض المبيعات في متاجر المجوهرات.
سلع بديلة
أشار بول زيمنيسكي، محلل الألماس العالمي، إلى أنه مع إنفاق المستهلكين أموالا أقل على تناول الطعام والسفر أثناء وباء كورونا الذي فرض عزلة إجبارية، فقد “كان لدى الناس أموال فائضة لإنفاقها على المشتريات التقديرية”. ولكن الآن يقول المحللون إن الناس يأكلون بالخارج ويسافرون وينفقون الأموال على التجارب بدلاً من السلع الفاخرة.
وقال إيدان جولان، محلل الألماس المستقل: “الألماس سوق يحركه المستهلك بالكامل”، إذ يؤثر طلب المتسوقين على المجوهرات الماسية على أسعار الماس الخام، وإلى حد ما، على أسعار التجزئة.
ويأتي هذا الانخفاض في سعر بيع الألماس بعد عامين من تحطيم الأرقام القياسية في مبيعات الماس الخام، إذ وصل في عامي 2021 و2022، الطلب على مجوهرات الألماس الطبيعي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، وأشار زيمنيسكي إلى أنه “كان هناك تحرك مكافئ للأعلى، والآن هناك تصحيح على الجانب الآخر”.
هل سينعكس هذا على المتسوقين؟
لسوء الحظ لن يعني انخفاض سعر بيع الألماس الخام أن المتسوقين سيرون أسعارًا أرخص في المتاجر، والسبب يعود في أن تجار التجزئة لا يقومون عادةً بتعديل أسعارهم في المتجر بناءً على سوق الماس الخام على المدى القصير، بغض النظر عما إذا كانت المنتجات تصبح أرخص أو أكثر تكلفة فوفقاً لجولان، “يحدد تجار التجزئة نقطة سعر، وهم يحمون بشدة هوامش ربحهم الإجمالية” مضيفًا أنه “على الرغم من انخفاض أسعار الألماس الخام، فإن شراء ألماسة مستديرة بوزن قيراط واحد من المتجر أصبح في المتوسط أكثر تكلفة بنسبة 3٪ الآن عما كان عليه في يناير 2020.
وقال زيمنيسكي: “على المدى القصير، إذا انخفضت أسعار الجملة، سيحاول بعض تجار المجوهرات استغلال الفرصة للحصول على المزيد من هامش الربح”.
توقعات الخبراء
يتوقع محللو الصناعة أن يشهدوا قفزة في مبيعات التجزئة خلال عطلات الشتاء عالميًا وحتى أوائل عام 2024، والتي تعد أشهر الشتاء ذروة موسم المشاركة، وذلك بسبب عيد الميلاد وعيد الحب والتي تعد عطلات مربحة لشركات المجوهرات.
وفي حين أن هذا قد يؤدي إلى ارتفاع طفيف في سعر بيع الألماس الخام، “فإننا بشكل عام سنشهد انخفاضًا في المبيعات على أساس سنوي في موسم العطلات”، كما يتوقع ديفيد جونسون، المتحدث باسم شركة دي بيرز، إحدى الشركات الرائدة في مجال الألماس.
ويتوقع زيمنيسكي أيضًا تراجعًا في السوق هذا العام مقارنة بذروات عامي 2021 و2022، لكنه يقول إن المؤشرات الاقتصادية واعدة، موضحًا أن “أداء سوق الأسهم جيد نسبيا والتوظيف قوي”، مما يمهد الطريق للتعافي التدريجي لأسعار الألماس الخام في عام 2024.
اقرأ أيضاً:
باحثون يحذرون: الصراخ على الأطفال تمتد آثاره السلبية مدى الحياة
لهذه الأسباب تسعر بالدوار إذا وقفت فجأة
سابقة تاريخية.. لماذا أطاح الكونغرس الأمريكي برئيسه “مكارثي”؟
