علوم

فيضانات ليبيا.. هذا هو المتهم الرئيسي وراء إعصار دانيال

إعصار دانيال

خلال الأسبوع الماضي، شهدت ليبيا واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية على الإطلاق، عندما ضرب إعصار دانيال العديد من المناطق ما أدى إلى انهيار السدود في مدينة درنة وأودى بحياة الآلاف.

ويقول العلماء إن الفيضانات نتجت عن إعصار معروف باسم “ميديكاين”، والذي يمتد فوق البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأيوني وساحل شمال أفريقيا، بحسب ما أوردته صحيفة “فايننشال تايمز”.

ما هو إعصار ميديكاين؟

بحسب العلماء فإن إعصار “ميديكاين” يحدث بشكل نادر من مرة إلى 3 مرات سنويًا، ولكن آثاره مدمرة نتيجة لقوة عواصفه.

ويتسبب هذا الإعصار في رفع درجة حرارة منطقة شرق المحيط الأطلسي وشرق البحر المتوسط بقيم تتراوح من 2 إلى 3 درجات مئوية عن المعدل الطبيعي، وهو ما يؤدي إلى عواصف وأمطار غزيرة.

وتعرضت المنطقة أيضًا لما يُعرف بـ “نمط حجب الضغط العالي” ما دفع العاصفة لتتمركز فوق اليونان، وبمجرد أن تحركت باتجاه ليبيا تحولت إلى إعصار “ميديكاين” وصاحبها هطول أمطار هائلة.

وبلغ حجم الأمطار التي سقطت على ليبيا ما بين 150 و240 ملم، وهو ما تسبب في فيضانات في مدن عديدة في ليبيا كانت البيضاء على رأسها بحوالي 414 ملم في يوم واحد.

ويمكن لأعاصير ميديكاين أن تسافر لمسافات تتراوح بين 1000 و3 آلاف متر بينما لا تزال تحتفظ بخصائصها الاستوائية.

وعلى الرغم أن هذه الظاهرة يمكن أن تحدث في أي وقت خلال العام، إلا أن الفترة بين شهري سبتمبر ويناير تُعد فترات ذروة نشاطها.

لماذا ترتفع درجة حرارة المحيطات.

يقول عالم المناخ والأرصاد الجوية في جامعة لايبزيغ، كارستن هاوستين، إن التغيرات المناخية الذي يُعتبر الإنسان المتسبب الأول فيها هي السبب وراء درجات الحرارة المرتفعة لسطح المحيطات.

وارتفعت درجة الحرارة في سواحل لبيبا بأكثر من 27.5 درجة مئوية، بحسب تقديرات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وهو ما زاد من مخاطر العواصف.

ويوضح هاوستن أن سخونة المياه لا تزيد من كميات مياه الأمطار فقط، ولكنها تزيد من حدتها أيضًا.

ولكن بعض العلماء الآخرين قالوا إنه من المبكر الجزم بشكل قاطع أن حدوث الإعصار كان بسبب تغير المناخ، ولكن في نفس الوقت فإن درجات الحرارة المرتفعة تتسبب في العديد من الأحداث المناخية المتطرفة.

آثار إعصار ميديكاين

تكبدت ليبيا خسائر واضحة في الضحايا والبنية التحتية بسبب قوة الأمطار وكثافة المياه، بما أدى إلى تراكم المياه بمستويات مرتفعة في الشوارع.

وسقط ما لا يقل عن 5500 قتيل، وارتفعت أعداد المفقودين جراء الإعصار بنحو 10 آلاف شخص.

وقال العلماء إن السدود حتى وإن كان بها قنوات تصريف، ما كانت لتستطيع الصمود أمام غزارة الأمطار وكميات المياه الهائلة.

ولكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قالت إن وجود خدمة جيدة للأرصاد بما يوفر المعلومات والتحذيرات والمؤشرات على وجود أزمات، كان يمكن أن يجنب ليبيا الكثير من الخسائر.

السدود في ليبيا أصبحت قنابل موقوتة.. لماذا؟

جثث متناثرة ومقابر جماعية.. ماذا بعد فيضانات ليبيا المدمرة؟

العلماء يكشفون عن وجود علاقة بين تغير المناخ والفيضانات المدمرة في ليبيا