جذبت زيارة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى روسيا قبل يومين أنظار العالم إلى التقارب الواضح بين بيونغ يانغ وموسكو.
وفي حين أن الزيارة تُعتبر مصدر قلق كبير للولايات المتحدة باعتبار أن روسيا وكوريا الشمالية تخوض صراعات منفصلة معها، إلا أن الصين أيضًا لم ترحب كثيرًا بهذا التقارب.
أسباب انزعاج الصين
لفترة طويلة، اعتبرت بكين أن بيونغ يانغ بمثابة الأخ الأصغر لها والذي يحتاج إلى التوجيه والرعاية، وهو ما قامت به الصين بالفعل طوال سنوات.
ولكن اختيار كيم روسيا لتكون وجهته في أول زيارة خارجية له منذ عام 2020، جعل الصين تشعر بالإهانة، خصوصًا وأنها كانت خير داعم له خلال فترة الجائحة.
كما أن الصين تخشى من الإضرار باستقرار المنطقة، في ظل النقاشات حول صفقات الأسلحة والتعاون العسكري المحتمل التي شهدتها الزيارة.
وترى بكين أن وجود أي خطوات باتجاه إطالة أمد الحرب في أوكرانيا، هو أمر من شأنه أن يعطل مصالحها ويسبب لها مشكلات، خصوصًا وأنها تسعى منذ انتهاء فترة الإغلاق إلى استعادة قوتها التجارية وإثبات وجودها.
وتقلق الصين أيضًا من أن يفتح الاتفاق حول صفقة أسلحة من كوريا الشمالية إلى روسيا الباب لأن تطلب الأخيرة من بكين إمدادات مماثلة، ما يضعها في حرج سياسي لأنها لا تريد إظهار الانحياز لطرف دون الآخر.
التوازن الإقليمي
منذ فترة طويلة، يحاول الرئيس الصيني، شي جين بينغ، التقرّب من بوتين من أجل تنمية علاقاته مع روسيا، كما أن بكين تقوم بدور الوسيط لإيجاد حلول سلمية في الكثير من الأزمات في المنطقة.
كما أن الصين ترى في تنامي العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا احتمالية لإعادة تشكيل القوى واللاعبين الرئيسيين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والتي كانت تخضع لتحكمها منذ فترة طويلة.
وبشكل عام، فإن هيمنة الصين في الإقليم لن تتأثر كثيرًا بوجود أي اتفاقات، ولكنها قد تكون أحد العوامل المؤرقة لسياستها في التوسع وفرض نفوذها.
من ناحية أخرى، فإن الاستفادة التي تسعى كوريا الشمالية إلى تحقيقها تكمن في رغبتها في إظهار أنها قادرة على تقديم مساعدات إلى دول كبرى مثل روسيا، للخروج من تلك العباءة التي تضع كيم في موقع “المتهور” وغير المسؤول.
ولذلك سواء حظي الطرفان باتفاق عسكري أو ما شابه، فإن بيونغ يانغ رابحة، وهذه الزيارة ترسم لها صورة بأنها ذات أهمية أكبر من ذي قبل.
الرجل الثاني.. معلومات عن منصب نائب الرئيس في أمريكا
بعد فتح الجمهوريين تحقيقًا لعزل “بايدن”.. ما الذي سيحدث؟
“بايدن” يضطرّ للدفاع عن نفسه بعد لقاء زعماء مجموعة العشرين.. لماذا؟