بحضور عدد من كبار المغنيين المشتهرين بأداء الأغاني الحزينة، يقام اليوم في جدة على مسرح بنش مارك، حفل ليلة الدموع، ليثير التساؤل عن الأسباب التي تدفع الكثيرين لحب هذا النوع من الغناء
ويرتبط عدد كبير من الناس بالأغاني الحزينة ويشعرون بالرغبة في سماعها، دون معرفة السبب، ويشعر البعض بتحسن حالتهم النفسية بعد سماع الأغاني الحزينة ويرى البعض الآخر أنها مرتبطة بذكريات محددة لذلك يفضلون سماعها، ونستعرض في هذا التقرير ما أسفرت عنه الدراسات حول سماع الأغاني الحزينة وتأثيره على الحالة النفسية للفرد.
التأثير على الحالة النفسية
تقول تارا فينكاتيسان، الحاصلة على درجة الدكتوراه، وعالمة الإدراك في جامعة أكسفورد إن الموسيقى تؤثر على الحالة المزاجية للفرد أي كان نوعها، وعندما يتعلق الأمر بالموسيقى الحزينة فإنها تثير مشاعر سلبية لدى المستمعين.
وأضافت “فينكاتيسان” أن أحدث دراسة شاركت فيها أثبتت أن الاستماع إلى الموسيقى الحزينة يجعل الناس يشعرون بالحزن بالتأكيد، إلا أن ذلك قد يؤثر أيضًا على مزاج الشخص بشكل إيجابي بسبب استرجاع الذكريات والمواقف.
وأوضحت “فينكاتيسان” أن هناك نقطة مهمة في الموسيقى الحزينة هي قدرتها على خلق شعور بالارتباط، بغض النظر عما إذا كانت تثير الحزن بالفعل لدى المستمع لكنها تجعله يشعر بالمتعة.
لماذا يحب الناس الموسيقى الحزينة؟
افترض الباحثون أن الناس يقدرون الموسيقى الحزينة للأسباب نفسها التي قد تجعلهم يقدرون المحادثات الحزينة، ألا وهي الشعور بالارتباط الحقيقي.
وأجرى الباحثون تجربة شارك بها 400 شخص، حيث جعلوهم يستمعون لأغاني ضعيفة فنيًا لكنها مليئة بالمشاعر، بينما كان النوع الثاني من الأغاني أكثر احترافية من الناحية الفنية لكنها خالية من المشاعر، وأبدى المشاركون تقديرهم وإعجابهم بالأغاني المليئة بالمشاعر، مما يوضح أن الناس ترتبط بالمشاعر التي تنقلها الأغاني أكثر من قيمتها الفنية.
كما أوضحت دراسة أجريت عام 2014، أن ثلث المشاركين استمعوا إلى الموسيقى الحزينة عندما كانوا في مزاج إيجابي.
هل الاستماع إلى الموسيقى الحزينة يثير الحزن؟
يقول الدكتور شانون بينيت مدير قسم الرعاية السريرية بمركز نيويورك للصحة العقلية للشباب إن كون الموسيقى الحزينة تجعل الشخص يشعر بالحزن أم لا يعتمد على كل فرد وتجاربه السابقة، على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بالحزن عند سماع أغنية معينة لأن تلك الأغنية قد تكون مرتبطة بذاكرة معينة، ونظرًا لأن عواطفنا وذكرياتنا مترابطة بشكل كبير، فعندما نستمع إلى أغنية تستحضر ذكرى معينة، يمكن أن تجعلنا نشعر بالحزن.
وأشارت “فينكاتيسان” إلى أن هناك ما يسمى بالحزن الجميل، حيث إن الحزن بشكل أساسي يرتبط بمشاعر سلبية مثل اليأس الكآبة، إلا أنه في حالات معينة يكون الحزن مرتبطاً بمشاعر إيجابية مثل الشوق والحنين.
ناقد يكشف لماذا أصبحت “وردك يا زارع الورد” من أشهر أغاني طلال مداح
قد تجعلنا نبكي.. لماذا نحب الاستماع إلى الموسيقى والأغاني الحزينة؟
أغاني حرب أكتوبر.. ألحان ألهمها النصر وألهمته
