منذ أن بدأ العلماء في إجراء الأبحاث على لحم الخنزير، اكتشفوا أنه شديد الخطورة، إذ يرتبط بالإصابة بأكثر من حالة مرضية قد تؤدي إلى الوفاة، فما هي؟
تليف الكبد
يرتبط استهلاك لحم الخنزير بتليف الكبد، وهو ما أكدته ورقة بحثية في عام 2009، نشرتها فرانسيس بريدجز، في المجلة الدولية لأبحاث البيئة والصحة العامة، تم الكشفت عن أن معدلات الارتباط بين هذا النوع من اللحوم والمرض ظلّت ثابتة على مدى 40 عامًا على الأقل.
وجدت الورقة البحثية أن معامل الارتباط بين أكل لحم الخنزير وتليف الكبد، سجّل 0.83، وهو رقم كبير للغاية، نادرًا ما يرى في علم الأوبئة.
بالنظر إلى العلاقة بين استهلاك الكحول والوفيات الناتجة عن تليف الكبد، نجد أن معامل الارتباط أقل من أكل لحم الخنزير.
يرجع السبب في وجود ارتباط بين لحم الخنزي وتليف الكبد إلى أنه يحتوي على نسبة عالية من الدهون المتعددة غير المشبعة.
يمكن أن يتفاعل “الفركتوز” أو “الكحول” مع الدهون المتعددة غير المشبعة مسببًا أمراض الكبد.
سرطان الكبد
بناء على أن لحم الخنزير له علاقة وثيقة بتليف الكبد، فإنه يحفز الإصابة بسرطان الكبد؛ لأن الأنسجة الملتهبة تكون أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
بحث العلماء في احتمال أن تكون الدهون ولحوم الأبقار والخنازير، بالإضافة إلى الكحول، من العوامل التي من شأنها أن تسبب الوفاة الناتجة عن الإصابة بسرطان الخلايا الكبدية.
نتج عن الدراسة التي نشرت في مجلة “medical hypotheses” عام 1986، أن معامل الارتباط بين سرطان الكبد والكحول واستهلاك لحم الخنازير متطابق، بقيمة 0.40، في حين أنه لم يكن هناك أن ارتباط بين هذا المرض وأكل لحم الأبقار.
كما لاحظ الباحثون أن الدول التي ترتفع فيها نسبة المصابين بسرطان الكبد مقارنة بتلك التي بها معدل إصابة منخفض، كان استهلاك الكحول بها أعلى بنسبة 128%، واستهلاك لحم الخنزير أعلى بنسبة 68%.
التصلب المتعدّد
يشتهر التصلب العصبي المتعدد بأنه مرض مناعي ذاتي مُدمّر، يؤثر على الجهاز العصبي المركزي للجسم.
لم يكتشف العلماء تلك العلاقة بين مرض التصلب العصبي المتعدد ولحم الخنزير إلا في ثمانينيات القرن الماضي، وفقًا لدراسة للباحثين “أ. أ. نانجي” و”نارود”، التي نشرت بمجلة “medical hypotheses”.
نتيجة للدراسات التي أجريت خلال تلك الفترة، وجد الباحثون أن الدول التي تنفر من لحم الخنزير مثل الهند كانت بمنأى عن مرض التصلب العصبي المتعدد، في حين واجهت دول مثل ألمانيا والدنمارك معدلات إصابة مرتفعة للغاية.
يستهلك سكان جزر أوركني وشيتلاند في إسكتلندا الكثير من المأكولات غير العادية، بما في ذلك بيض الطيور البحرية واللحوم غير المطبوخة جيدًا.
بإجراء دراسة على سكان الجزيرتين، لم يثبت وجود أي ارتباط غذائي بمرض التصلي العصبي المتعدد سوى باستهلاك طبق “دماغ الخنزير المسلوق”، بحسب ما نشرته مجلة “علم الأوبئة وصحة المجتمع” عام 1980.
وبين عامي 2007 و2009، أصيبت مجموعة من 24 عاملاً في مصنع للحوم الخنازير بمرض الاعتلال العصبي الالتهابي التدريجي، والذي يتميز بأعراض تشبه مرض التصلب العصبي المتعدد مثل التعب والخدر والوخز والألم.
بإجراء فحص لهؤلاء العمال، تبيّن أن مصدر الإصابة جزيئات صغيرة من أنسجة مخ الخنزير تنطلق في الهواء أثناء التعامل مع ذبيحته.
لماذا تمنع بعض المستشفيات الزوار من جلب الورود للمرضى؟