أوصت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو“، اليوم الثلاثاء، بوضع مدينة البندقية على قائمة مخاطر التراث، داعية الحكومة لبذل المزيد من الجهد لحماية المباني والآثار المتضررة.
وتُعد البندقية واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في إيطاليا، ولكنها تصارع منذ سنوات مع تأثيرات كبيرة طالت مبانيها بسبب التغيرات المناخية وتوافد السياح الكثيف عليها.
وتم تصنيف البندقية ضمن 1157 موقعًا للتراث العالمي، إذ إنها تتمتع بقيمة استثنائية تتمثل في ثقافتها ومعالمها الطبيعية.
وجاءت توصية اليونسكو والتي وضعها خبراء الهيئة الاستشارية، قبل الدورة 45 للجنة التراث العالمي التابعة للمنظمة، والمقرر عقدها في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية، في سبتمبر المقبل.
وخلال السنوات الأخيرة، واجهت المدينة العديد من المشكلات المتعلقة بالمناخ كالجفاف الشديد، والفيضانات، بما عرض مبانيها التاريخية وآثارها للخطر.
تاريخ البندقية
تأسست جمهورية البندقية عام 697، في أعقاب انهيار انهيار الإمبراطورية الرومانية، على يد بعض الهاربين من الغزوات الجرمانية.
واستمرت الجمهورية لأكثر من ألف عام حتى عام 1797. وكانت في البداية تحت تأثير الإمبراطورية البيزنطية، لكنها استقلت تدريجيًا.
على مر القرون، سيطرت جمهورية البندقية على طرق التجارة على البحر الأبيض المتوسط، من آسيا إلى أفريقيا، وأصبحت مركزًا للتجارة الثرية وكذلك موطنًا لكبار التجار الأثرياء.
وإلى جانب النجاح التجاري، كانت البندقية أيضًا قوة عسكرية رائدة، امتدت أراضيها من شمال إيطاليا إلى اليونان، وهذه الأراضي أصبحت الآن سبع دول مختلفة هم: إيطاليا وسلوفينيا وكرواتيا والجبل الأسود وألبانيا واليونان وقبرص.
كانت البندقية أيضًا مدينة صناعية، اشتهرت بأعمال الزجاج والأدوية والحرف وصناعة السفن، بالإضافة إلى بيئتها الثقافية النابضة بالحياة.
ولقرون، كانت جمهورية البندقية تحكمها الأوليغارشية من التجار والأرستقراطيين، وتم انتخاب الدوق “دوجي” للحكم مدى الحياة في برلمان المدينة.
ولكن أهمية المدينة تراجعت بعد ذلك، مع اكتشاف طرق تجارية جديدة في المحيط الأطلسي.
أبرز معالم البندقية
تضم البندقية العديد من المعالم السياحية والأثرية التي تستقطب العديد من السياح حول العالم، نذكر منها ما يلي:
قصر دوق البندقية
يُعرف هناك بـ Palazzo Ducale، والذي يقع في ساحة سان ماركو، وهو يعتبر من رموز البندقية حيث كان مقر الدوق دوجي، و120 شخصًا آخرًا من عائلته على مدار 10 قرون.
والقصر في الأصل قلعة محصنة تأسست بين القرنين العاشر والحادي عشر، وتعرضت للتدمير الجزئي ولكن تم ترميمها بين عامي 1172 و 1178.
ويتميز القصر بأساليبه المعمارية المختلفة، بما في ذلك البيزنطية والقوطية وعصر النهضة، كما يضم لوحات لفنانين إيطاليين مشهورين مثل تيتيان وتينتوريتو وبيليني.
كنيسة سان ماركو
أو كنيسة القديس مارك، هي كاتدرائية تقع في ساحة سان ماركو ، التي كانت دائمًا مركز الحياة العامة والدينية لمدينة البندقية.
تم بناء الكاتدرائية في عام 828، وذلك للاحتفاظ بآثار القديس مرقس التي تم تهريبها من الإسكندرية، على الرغم من أن المبنى الحالي يعود إلى القرن الحادي عشر، إلا أنه تم تجديده وتعديله على مر القرون.
تم بناء الكنيسة الحالية على شكل صليب لاتيني ولها خمس قباب، وتحتوي على أكثر من 4 آلاف متر مربع من الفسيفساء بعضها يعود إلى القرن الثالث عشر.
ميدان سان ماركو
هي ساحة تقع في قلب البندقية، يبلغ طولها 180 مترًا، وعرضها 70 مترًا، والتي تم تأسيسها في القرن التاسع ، لكنها اتخذت حجمها وشكلها الحاليين عام 1177، ورُصفت بعد ذلك بمئة عام.
تعد ساحة سان ماركو واحدة من أجمل الأماكن في العالم. أطلق عليها نابليون اسم “أجمل غرفة رسم في العالم”، ولكنها أيضًا أكثر الأماكن انخفاضًا في البندقية، إذ تكون أول نقطة تتعرض إلى الغمر بالمياه في حال حدوث فيضانات.
جسر ريالتو
تم بناء Il Ponte di Rialto بين عامي 1588 و 1591، من قبل المهندس المعماري أنطونيو دا بونتي، ليحل محل الهيكل الخشبي السابق، الذي انهار مرتين واحترق في مناسبات مختلفة.
وتم تشييد الجسر على نفس الهيئة السابقة، إذ يتكون من من منحدرين مائلين متصلان برواق في الوسط.
لماذا تحولت مياه “البندقية” إلى اللون الأخضر؟ السلطات تكشف السر