سياسة

هل كان إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما ضروريًا لإنهاء الحرب العالمية الثانية؟

شهد شهر أغسطس من العام 1945 واحدة من أكبر الكوارث التي تسبب بها البشر تاريخيًا، حيث ضربت الولايات المتحدة هيروشيما اليابانية بقنبلة ذرية، تسببت في مقتل حوالي 80 ألف شخص.

وفي يوليو 2023، صدر فيلم “أوبنهايمر”، من إخراج كريستوفر نولان، الذي يحكي السيرة الذاتية لمخترغ القنبلة الذرية، ليعيد فتح الجدال حول ما إن كان إلقاء هذا السلاح ضروريًا لإنهاء الحرب العالمية الثانية.

البعض يعتقدون أن إلقاء القنبلة كان إلزاميًا

قال صموئيل ووكر، مؤلف كتاب “التدمير الفوري والمطلق: ترومان واستخدام القنابل الذرية ضد اليابان”، لصحيفة “The New York Times”: “كان من الضروري إلقاء القنبلة الذرية لإنهاء الحرب مع اليابان في أقرب وقت ممكن”.

وأضاف ووكر: “بحلول أوائل صيف عام 1945، أدرك القادة اليابانيون أنهم لا يستطيعون الفوز، لكنهم قاتلوا على أمل تأمين شروط استسلام أفضل.

وواصل: “حاول الرئيس الأمريكي آنذاك، هاري إس ترومان، إقناع اليابان بالانسحاب بأكثر من طريقة، حيث أمر بتكثيف قصف المدن اليابانية، وقدم وعدًا للإمبراطور الياباني هيروهيتو بالبقاء على عرشه، لكن كل هذه المحاولات لم تفلح”.

وقاال ووكر: “كان قد مات الكثير من الأمريكيين بالفعل في الحرب، وكان من الممكن أن يصير الغزو مكلّفا للغاية على الولايات المتحدة؛ لذا عندما أصبحت القنبلة الذرية متاحة بدا أنهها أفضل وسيلة لإنهاء الحرب”.

وجهة نظر الرافضين

خالف جار ألبيروفيتز، وهو أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة ماري لاند، الرأي السابق، في نفس التقرير للصحيفة الأمريكية، حيث قال: “كان رأي الجنرال دوايت أيزنهاور، القائد الأعلى للحلفاء في أوروبا آنذاك، أن استخدام القنبلة ليس إلزاميًا؛ لأن اليابان كانت منهزمة بالفعل”.

وأضاف ألبيروفيتز: كان مسؤولو المخابرات في الأمريكية ينتظرون انتهاء الحرب فور إبلاغ إدارة الولايات المتحدة الإمبراطور الياباني بأنه سيظل على رأس السلطة، أو دخول السوفييت في الحرب ضد اليابان”.

وتابع أستاذ الاقتصاد السياسي: “اختار المسؤولون الأمريكيون عدم الاستجابة للمطالبات المنطقية لعدم استخدام القنبلة، وبدلًا من ذلك، تم قصف هيروشيما وناغازاكي على التوالي في غضون 4 أيام”.

وأوضح: “بسبب الخدمات اللوجستية، غزو اليابان لم يكن ممكنًا قبل مرور 3 أشهر على هذا التاريخ، لذلك كان من الممكن أن تنتظر الولايات المتحدة لترى ما إذا كانت اليابان ستستسلم من قبل إلقاء القنابل الذرية”.

ماذا لو لم يتم استخدام القنبلة الذرية؟

كتب كارل تايلور كومبتون، الفيزيائي الأمريكي البارز، ورئيس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الفترة من عام 1930 إلى عام 1948، مقالًا في ديسمبر من عام 1946، في صحيفة “The Atlantic”؛ للرد على هذا السؤال.

حكى كومبتون في المقال أنه كان واحدًا من مجموعة صغيرة من العلماء والمهندسين الذين استجوبوا ضابطًا مطلعًا في الجيش الياباني في يوكوهاما.

وقال: “عندما سألناه عن الخطوة التالية في رأيه إذا استمرت الحرب، فأجاب: ربما حاولت غزو وطننا بعملية إنزال في كيوشو، وأعتقد أن الهجوم كان سيحدث على شواطئ كذا وكذا”.

وأضاف: “سألناه: هل يمكنكم التصدي لهذه العملية؟، فأجاب: كانت ستكون معركة يائسة للغاية، لكنني لا أعتقد أنه كان بإمكاننا إيقافكم، لكننا كنا سنستمر في القتال حتى يقتل كل اليابانيين، ولم نكن لنستسلم؛ لأنه عار علينا”.

وتابع كومبتون: “من السهل الآن بعد الحدث، ونتساءل عن مبرر استخدام القنبلة الذرية لقتل الآلاف من اليابانيين العاجزين بهذه الطريقة اللاإنسانية، رغم أن اليابانيين كانوا قد هُزموا بالفعل”.

وقال: “أعتقد باقتناع كامل، أن استخدام القنبلة الذرية أنقذ مئات الآلاف من الأرواح، من الأمريكيين واليابانيين، ولولا استخدامها لكانت الحرب قد استمرت لأشهر عديدة”.

وتابع: “على أساس مجموعة كبيرة من الحقائق، لا أستطيع أن أصدق أنه بدون القنبلة الذرية، كان الاستسلام ليأتي دون قدر كبير من النضال المُكلّف وسفك الدماء”.

هيروشيما.. صور من الدمار الذي فتك بالبشر والحجر

في مثل هذا اليوم.. إلقاء قنبلة الولد الصغير على هيروشيما والأمم المتحدة تحاصر العراق اقتصادياً

نيو ميكسيكو.. الولاية الأمريكية التي كانت فريسة لأول اختبار نووي