تفاجأ العالم بالتمرد المسلح ضد الجيش الروسي الذي أعلنه يفغيني بريغوزين قائد مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، وزحف عدد منهم تحت قيادة “بريغوزين” تجاه العاصمة الروسية، إلى أن تدخل رئيس بيلاروسيا لاحتواء الأزمة وعرض مبادرة تنص على استقبال بريغوزين ومقاتليه في بلاده مقابل إسقاط التهم الجنائية التي وجهتها له موسكو عقب إعلانه التمرد.
بهذا ينتهي وجود المجموعة المسلحة التي طالما خدمت المصالح الروسية في شتى بقاع الصراعات مثل ليبيا وسوريا وأفريقيا الوسطى، وعلى وجه الخصوص أوكرانيا، حيث لعبت دور هام في سيطرة روسيا على العديد من الأراضي الأوكرانية.
خروج مجموعة فاغنر من المشهد أو تغير ولاء رجالها سيكون له العديد من التبعات والتداعيات في منطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا، نظرًا لضلوعها في العديد من الحروب في تلك المناطق وتعمّقها إلى رقم مهم في معادلة القوى المسيطرة على تلك الأراضي.
فقدان الثقة بفاغنر
يقول مايكل مولروي أحد المسؤولين السابقين في البنتاغون، إن قادة الدول الأفريقية التي كانت تستعين بفاغنر في معاركها ضد المتمردين، قلقون بشأن اهتزاز صورة المجموعة أمام خصومهم ورعاياهم أيضًا، فقد عزز التمرد المسلح الذي قاده بريغوزين الرأي القائل بأن فاغنر مجموعة من المرتزقة وأن وجودهم في الدولة سيكون بمثابة الاعتماد على عصابة لن تعمل إطلاقا للصالح العام أو لتنفيذ أجندة سياسية محددة، فالآن ولاؤهم الأول والأخير للمال، وصار خصمهم قادرًا على رشوتهم إن توفرت له الأموال اللازمة.
وأضاف “مولوري” أن قادة الدول فقدوا الثقة بفاغنر بعدما تمرد قائدهم على بوتين الذي ساعده على تأسيس المجموعة ومدّهم بتمويل كامل من خزينة الدولة طوال تلك السنوات، وسمح لهم بالتواجد في بقاع التوتر بمختلف القارات، ولم يمنحه كل ذلك ولاءهم، فبالتالي قد ينقلبون على رئيس أي دولة في أي لحظة وينتقلون إلى صفوف المتمردين.
مستقبل يشوبه الغموض
لم تتضح تفاصيل المشهد بعد بشأن مستقبل فاغنر في الدول الأخرى، إذ لم يفصح الكرملين عن باقي بنود المبادرة التي استوعبت التمرد المسلح وأنهته، ولم يتم الإعلان عن مصيرهم في الدول التي كانوا يحاربون فيها بالوكالة عن روسيا، وكانت المعلومة الوحيد المتوفرة هي تصريح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لوسائل إعلام روسية، أن عمل فاجنر في جمهورية أفريقيا الوسطى سيستمر.
ويرى المحللون صعوبة الاعتماد على فاغنر بنفس الدرجة بعد التمرد، لعدم وجود ضمانات حقيقية تمنع تكرار هذا التمرد في وقت آخر، بينما يرى البعض أن بوتين سيرد الطعنة إلى بريغوزين في الوقت المناسب.
ومن جانبه رفض البريجادير جنرال باتريك رايدر المتحدث باسم البنتاغون، التكهن بمستقبل فاغنر، لكنه أدان تصرفات المجموعة في إفريقيا وخارجها، مؤكدًا أنهم يشكلون تأثيرا مزعزعا للاستقرار في تلك المنطقة وبالتأكيد يشكلون تهديدا، ولهذا السبب تم إعلانهم كمنظمة إجرامية عابرة للحدود.
يديرون الحرب ضد أوكرانيا.. من هم المسؤولون الأقرب لـ بوتين؟
“طعنة في الظهر”.. زعيم فاغنر يقود تمردًا على بوتين
هل يجب على الغرب التفكير في احتمالية انهيار النظام السياسي الروسي؟