ثقافة

أشهر السفن الغارقة.. وأين يستقر حطامها؟

يتردد اسم تيتانيك بقوة عند الحديث عن حوادث غرق السفن، لكن الحقيقة أن قرابة 3 ملايين سفينة محطمة تستقر في قاع المحيطات والبحار، وفي منطقة البحيرات العظمى الأمريكية وحدها يوجد أكثر من 5000 حطام سفينة، والتي أودت بحياة أكثر من 30 ألف بحار.

تثير حطام السفن هواة التاريخ والعوام على حد سواء، فعادةً ما ينظرون إليها على أنها صندوق كنوز،كما أنها تشكل بيئة حيوية للحياة البحرية وقد تتعرض للتلف والتدهور بسبب التدخل البشري غير المناسب.

في هذا التقرير، نستعرض بعضًا من أشهر السفن الغارقة.

إس إس ادموند فيتزجيرالد

كانت SS Edmund Fitzgerald سفينة شحن أمريكية مهيبة، وتم إطلاقها في 7 يونيو 1958، كأكبر سفينة تجوب البحيرات العظمى في أمريكا الشمالية في ذلك الوقت، حاملة شحنة حديد خام Taconite، وخلال 17 عامًا من الخدمة، سجلت السفينة أرقامًا قياسية.

وفي 9 نوفمبر 1975، شرعت السفينة في رحلتها الأخيرة من ويسكونسن، بالقرب من دولوث، وكانت تحمل شحنة من كريات الخام وعلى رأسها النقيب إرنست إم ماكسورلي، فيما وكانت السفينة متجهة إلى مصنع للصلب في ديترويت وكانت تتحرك عندما انضمت إليها سفينة أخرى، ثم في اليوم التالي، تعرضت السفينتان لعاصفة قوية مصحوبة برياح إعصار وأمواجٍ عاليةٍ تقرب من 11 مترًا.

وفي مساء يوم 10 نوفمبر 1975، غرقت SS Edmund Fitzgerald على بعد حوالي 17 ميلاً شمال شمال غرب وايتفيش بوينت، ميشيغان، مع طاقم يتألف من 29 فردًا، وهو ما أصبح أعظم مأساة في البحيرات العظمى في كل العصور، وتم العثور عليها بواسطة طائرة تابعة للبحرية الأمريكية في 14 نوفمبر 1975، وأجريت ثلاث رحلات استكشافية في الموقع، وبناءً على طلب أفراد عائلة الطاقم، تم استرداد جرس السفينة البرونزي في 4 يوليو 1995.

أسطول قوبلاي خان

تم اكتشاف حطام هذه السفينة في عام 2011 وأطلق عليها اسم “تاكاشيما وريكو”، وتعتقد السلطات المحلية أنها تنتمي إلى أحد السفن التي قادها المغول في الحملة الثانية على اليابان في عام 1281، وقد تم اكتشاف الحطام بعد العثور على عدد من القطع الأثرية التي تنتمي إلى السفن المنغولية في المنطقة.

تم رفع الحطام من البحر في عام 2016 وتم تحليله بعد ذلك، وقد أكدت الدراسات الأولية أن الحطام يعود إلى الفترة التي يعتقد أنها من الحملة المنغولية على اليابان، ويتكون الحطام من عدة أجزاء، بما في ذلك قطع من الخشب والنحاس والحديد والزجاج والفخار.

ويعد اكتشاف حطام هذه السفينة يعتبر أهمية كبيرة من حيث فهم التاريخ والتطورات البحرية في المنطقة، كما يمثل إضافة مهمة للتراث الثقافي الياباني ويساهم في فهم أفضل لتاريخ المنطقة وتأثير الحملة المنغولية على اليابان.

الأسطول الأسباني

تم اكتشاف هذا الحطام عام 2003 في خليج سانتري، وقد تم الكشف عن قطع مهمة من الكريستال والرصاص والنحاس والحديد، كما تم العثور على عدد من الأدوات والمعدات التي كانت في استخدام الجنود وأفراد طاقم السفينة، مثل الأسلحة والمصابيح والصحون والأواني.

تم اعتماد هذا الاكتشاف كجزء من التراث الثقافي الوطني لإسبانيا وأيرلندا والمملكة المتحدة، ويتم الآن حفظ الحطام ودراسته لفهم أفضل لحياة الجنود وأفراد طاقم السفينة وتطورات البحرية في القرن السادس عشر، كما يشكل الحطام جزءًا من المناهج التعليمية في المدارس والجامعات في البلدان التي تعتبر هذا التاريخ جزءًا من تراثها.

تيتانيك

غرقت السفينة الأشهر عام 1912، ويُقال إنها أكبر جسم متحرك في وقتها، أما الآن فيتم الآن العمل على حفظ حطامها وحمايته في مكانه في قاع المحيط الأطلسي، ويتم تنظيم الرحلات الاستكشافية إلى الموقع بشكل صارم للحفاظ على الحطام وحمايته من الأضرار الناجمة عن الزوار، وذلك باستخدام التقنيات الحديثة مثل الصور الجوية والأقمار الصناعية لدراسة حطام السفينة وفهم أفضل للأحداث التي أدت إلى غرقها.

كما يتم استخدام تكنولوجيا الروبوتات الغوص لتحليل وتصوير الحطام بشكل دقيق، ويتم اللجوء إلى البيانات لفهم أفضل لتصميم السفينة ومكوناتها ولمعرفة المزيد عن حياة الركاب وطاقم السفينة، ويعتبر حطام تيتانيك اليوم موقعًا تذكاريًا وتاريخيًا مهمًا ويشكل جزءًا من تراث البشرية.

RMS إمبراطورة أيرلندا

تُلقب بتايتانك الكندية، غرقت في نفس العام، وتمت عدة عمليات لرفع بعض القطع والأشياء الثمينة من حطام إمبراطورة أيرلندا على مدى السنوات القليلة الماضية، وتم عرض بعض هذه الأشياء في متحف البحرية بمدينة كيبيك، بما في ذلك القضبان الفضية والجرس النحاسي والمقياس عن بعد.

تم التحفظ على حطام السفينة ومحتوياتها بموجب قانون حماية الآثار التاريخية في كندا ، ويجري حاليًا تنظيم الرحلات الاستكشافية إلى الموقع بشكل صارم لحماية الحطام والمحتويات الثمينة من الأضرار الناجمة عن الزوار، كما تم استخدام قصتها في عدد من الأعمال الفنية والأدبية.

أكثر السفن الغارقة غموضًا.. منها ما يعود إلى 3 آلاف عام

لماذا سمع الباحثون عن تيتان أصواتًا في الأعماق البعيدة؟

كيف تبدو الغواصة المفقودة “تيتان” من الداخل؟