أثارت رحلة البحث عن الغواصة “تيتان” اهتمام العالم بأسره بمجرد ورود أنباء عن فقدان أثرها، ووسط موجات التعاطف مع الضحايا داخل الغواصة، تبادر إلى أذهان الناس العديد من الأسئلة حول تلك الرحلة بداية من تكلفتها المرتفعة مرورًا بأسباب اتفجارها، ووصولًا إلى التقاط السونار أصواتًا من تحت الماء خلال رحلة البحث عن الغواصة المنكوبة.
نظريات مختلفة لتفسير مصدر الصوت
التقطت أجهزة السونار خلال عملية البحث عن الغواصة “تيتان” أصواتًا لم تعرف ما هي حيث كانت في البداية أشبع بضربات الطبول، ثم تبعها أصوات أخرى مختلفة مما أعطاهم آنذاك أملاً بأن الغواصة ما زالت بخير وأن هناك فرصة للعثور عليها وإنقاذ ركابها، لكن الأمل تلاشى رويدًا رويدًا مع مرور الوقت، ثم التأكد من انفجار الغواصة ووفاة ركابها جميعًا.
واختلف العلماء حول تفسير تلك الأصوات حيث قال كارل هارتسفيلد، الخبير في معهد وود هول لعلوم المحيطات، إن المحيط مكان معقد للغاية ويضم العديد من الأصوات بعضها نابع من الطبيعة والبعض الآخر نابع من الأنشطة البشرية، ومن الصعب جدًا تحديد مصادر تلك الضوضاء في بعض الأحيان.
ويرى جيف كارسون، الأستاذ الفخري في علوم الأرض والبيئة في جامعة سيراكيوز أن مصدر الأصوات قد يكون من الارتدادات حول حقل حطام تيتانيك، وهو ليس مجرد ارتداد صوتي من شيء واحد، بل هو ارتداد عن مجموعة من الأشياء.
بينما قال ستيفان ويليامز، أستاذ الروبوتات البحرية في جامعة سيدني، إن هذه الأصوات يمكن أن تكون أيضًا من الحيوانات البحرية مثل الحيتان.
وكان لأحد خبراء الغواصات رأي آخر خلال عملية البحث حيث فسّر ذلك بأنها رسالة قوية من ركاب الغواصة ليخبرونا بأنهم ما زالوا أحياء، وأنهم كانوا يعلمون أن هناك من يبحث عنهم.
تحقيق مشترك لمعرفة أسباب الكارثة
تواصل جهات عديدة عمليات التحقيق لمعرفة الأسباب وراء الانفجار الداخلي الذي حدث للغواصة وأودى بحياة 5 أشخاص هم ستوكتون راش، الرئيس التنفيذي لشركة “OceanGate” المالكة للغواصة، والملياردير البريطاني هاميش هاردينغ، والغطاس الفرنسي بول هنري نارجوليت، ورجل الأعمال الباكستاني شاهزادا داوود وابنه سليمان.
ويشارك في التحقيق خفر السواحل الأمريكي، والمجلس الوطني لسلامة النقل الأمريكي، ومجلس سلامة النقل الكندي، ومجلس التحقيق في الخسائر البحرية الفرنسية، وفرع التحقيق في الحوادث البحرية في المملكة المتحدة.
المخاطر مثبتة في عقد الرحلة
في حديث إلى وسائل الإعلام الإسبانية، صرّح راكبان سابقان ذهبا في رحلة العام الماضي على متن تيتان لرؤية حطام تيتانيك، يدعيان مايك ريس وألان استرادا، عن العقد الذي وقعاه مع شركة “OceanGate” قبل الرحلة التي كلفتهما 250 ألف دولار للفرد.
وأوضح الراكبان أن بنود العقد تتضمن أن الشركة تخلي مسؤوليتها حال حدوث خطأ ما، وأنه تم ذكر كلمة الموت خلال العقد أكثر من 3 مرات.
وأكد الراكبان أن الرحلة على متن “تيتان” تعتبر مهمة انتحارية، وأن كل من يصعد على متن الغواصة يعلم جيدًا بالظروف التي سيواجهها، وأن هناك شرحاً كاملاً لكل المخاطر التي قد يتعرض لها الراكب ومنها فقدان الحياة.
أشهر السفن الغارقة.. وأين يستقر حطامها؟