في بعض الأحيان يفقد الأشخاص قدرتهم على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة، ويجدون أنفسهم غارقين في المهام الوظيفية لوقت طويل ولا يحققون أي استفادة من إجازاتهم.
وعادة ما يكون هؤلاء الأشخاص مدفوعين بعدة أسباب مثل سهولة الوصول إلى التكنولوجيا، وعدم وضوح الحدود بين وقت العمل والوقت الشخصي، إلى جانب الخوف من فقدان الوظيفة.
ولكن بعض المدن في أماكن مختلفة من العالم، تمنح الموظف القدرة على تحقيق هذا التوازن بين العمل والحياة، من خلال توفير بعض الوسائل المساعدة مثل الإجازات الكافية وتقديم الرعاية الصحية المناسبة وغيرها.
وأعد موقع visualcapitalist تصورًا لـ 25 دولة تشجع على التوازن بين الحياة والعمل، وفق تصنيف Forbes Advisor 2023.
ويقارن الترتيب بيانات 128، على مقياس من 100 درجة، وبارتفاع الرقم يرتفع تصنيف الدولة من حيث الاهتمام بتحقيق التوازن.
أوروبا في الصدارة
احتلت مدن أوروبا 20 مركزًا من بين إجمالي الدول في التصور، والتي تقدم التسهيلات الكافية لسكانها لتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل.
وجاءت كوبنهاغن على رأس القائمة، محققة 70.5 درجة من 100، في تحقيق التوازن بين الحياة والعمل.
وتتوافر في المدينة الدنماركية مجموعة من الأسباب التي تساعد على ذلك ومنها: مستوى المعيشة المرتفع، وانخفاض معدل البطالة، ومنح إجازة الوالدين لمدة 52 أسبوعًا.
كما تركز كوبنغاهن على الاستدامة والمساحات الخضراء في تحقيق أعلى نتيجة للمدينة، وتخصيص بعض الوقت في الرعاية الذاتية والاسترخاء وهو أمر مرتبط بنمط الحياة هناك.
في المراكز الثلاثة التالية جاءت مدن هلسنكي وستوكهولم وأوسلو، محققة أرقامًا 63 و65 من 100، مدفوعة بأنماط الحياة الصحية وما تمنحه من إجازات سخية للموظفين والوالدين.
ويبلغ متوسط عمل الموظف في هذه المدن حوالي 30 ساعة أسبوعيًا، وتسمح هلسنكي بالعمل عن بُعد بنسبة كبيرة من الموظفين تصل إلى 50%.
وتهتم العديد من الشركات في الدول الأوروبية برفاهية الموظف، وهو ما يجعلها تعطي امتيازات مختلفة من إتاحة العمل عن بُعد وإجازات دعم الصحة الجسدية والعقلية.
نمط الحياة في أوقيانوسيا
على غرار أوروبا، تضم أوقيانوسيا بعض الدول التي تشجع على تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل.
وتأتي أوكلاند في المرتبة الخامسة ضمن التصنيف بـ 62.7 درجة، إذ يبلغ متوسط ساعات العمل في الأسبوع في المدينة النيوزيلندية حوالي 26 ساعة، كما أنها تمنح إجازة أبوية لمدة عام.
وفي المركز الـ 17 والـ 18 والـ 22، تأتي كل من مدن بريسبان بـ 53.3 درجة وملبورن بـ 53.1 درجة وسيدني في أستراليا بـ 51.4 درجة، على الترتيب.
ويبلغ متوسط ساعات العمل في هذه المدن من 32.4 إلى 38 ساعة أسبوعيًا، كما يؤثر الطقس المشمس في هذه المدن أيضًا بشكل إيجابي على درجاتهم.
ونجحت مدينة عربية وآسيوية واحدة في التواجد ضمن التصنيف، إذ جاءت أبو ظبي في ذيل القائمة بـ 50.4 درجة.
وفي حين أن العاصمة الإماراتية ترتفع فيها أسعار العقارات وتمنح إجازات منخفضة نسبيًا للعمال، إلا أن طقسها المشمس وتمتعها بالأمان ونوعية الحياة العالية، دفعها للتواجد ضمن الـ25 دولة.
عدد مشتركي أكبر منصات المشاهدة العالمية