بعد فترة من الركود النسبي في تمويل الشركات الناشئة، عاد عالم شركات الـ “يونيكورن” (الشركات الخاصة التي تتجاوز قيمتها مليار دولار) إلى الواجهة بقوة، مدفوعًا بشكل أساسي بالطفرة الهائلة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. ويكشف تصنيف جديد لأكبر شركات يونيكورن في العالم لعام 2025، استنادًا إلى بيانات من “Crunchbase”، عن مشهد تهيمن عليه شركات التقنية العملاقة، وتزايد في التوزيع الجغرافي لهذه الشركات خارج الولايات المتحدة.
تتربع شركة الفضاء “سبيس إكس” (SpaceX) على قمة قائمة أقوى شركات يونيكورن، بتقييم يصل إلى 350 مليار دولار. وتتوقع الشركة تحقيق إيرادات بقيمة 15.5 مليار دولار في عام 2025، يأتي الجزء الأكبر منها من ذراعها “ستارلينك” لخدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية (12.3 مليار دولار)، بالإضافة إلى عقودها مع وكالة “ناسا” للفضاء بـ(1.1 مليار دولار).
وتأتي شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) في المرتبة الثانية عالميًا كأبرز شركة يونيكورن في مجال الذكاء الاصطناعي، بقيمة 300 مليار دولار. وقد ضاعفت الشركة إيراداتها السنوية لتصل إلى 12 مليار دولار، مدعومة بقاعدة مستخدمين عالمية ضخمة تضم 700 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا. وفي المرتبة الثالثة، تأتي شركة “بايت دانس” (ByteDance) الصينية، الشركة الأم لتطبيق “تيك توك”، بتقييم قدره 220 مليار دولار. وتتوقع الشركة نمو إيراداتها بنسبة 20% هذا العام لتصل إلى 186 مليار دولار، وهو رقم يقترب بشكل لافت من إيرادات شركة “ميتا”.
على الرغم من هيمنة الشركات الأمريكية والصينية على المراكز العليا، يُظهر التصنيف تناميًا عالميًا متزايدًا لشركات اليونيكورن. فقد نجحت دول مثل الهند والمملكة المتحدة في إنتاج شركات ذات تقييمات عالية، مما يعكس نضجًا في أسواقها الناشئة وقدرتها على جذب الاستثمارات. وهذا يؤكد أن ظاهرة اليونيكورن لم تعد حكرًا على وادي السيليكون.
ويُظهر تصنيف عام 2025 بوضوح أن موجة الذكاء الاصطناعي التوليدي قد ضخت دماءً جديدة في عالم تمويل الشركات الناشئة “يونيكورن”. فبعد فترة هدوء أعقبت طفرة عام 2021، يشهد السوق الآن تدفقًا هائلًا للاستثمارات، خاصة في الشركات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
