تمثّل اللحوم المزروعة في المختبرات مصدر البروتين الحيواني الذي يتوقّع العلماء أن يعتمد عليه البشر في غذائهم مستقبلًا، فما هي؟ وكيف تتم زراعتها؟ وهل يعد تناولها آمنًا؟
ما هي اللحوم المزروعة في المختبر؟
تعتبر زراعة اللحوم في المختبر عملية مختلفة عن النمو الطبيعي للحيوانات، لكن المنتج النهائي للعمليتين يكون متطابق تقريبًا من الناحية البيولوجية.
تبدأ عملية زراعة اللحوم بالحصول على خلية من حيوان حي، بشرط أن تكون لديها القدرة على النمو.
قال ديفيد كاي، مدير الاتصالات في شركة “Upside Food” لإنتاج اللحوم المزروعة معمليًّا: “نضع هذه الخلايا في خزان كبير من الفولاذ المقاوم للصدأ، ثم نزوّد الخلايا بالعناصر الغذائية التي تحتاجها للنمو والتكاثر”.
وتشرح مايا كيري، مديرة الإعلام والاتصالات في معهد “Good Food”، وهي مؤسسة فكرية غير ربحية تعمل في مجال “تطوير البروتين البديل”: “تتم زراعة اللحوم بنفس طريقة العملية البيولوجية التي تحدث داخل الحيوان من خلال توفير الدفء والعناصر الأساسية اللازمة لبناء العضلات والدهون”.
هل اللحوم المزروعة في المختبر آمنة؟
قالت آشلي كيتشنز، من مركز سلامة الأغذية الأمريكي إنه “من غير المعروف ما إذا كانت اللحوم المزروعة في المختبر ستشكل أي مخاوف تتعلق بالسلامة، سواء أكثر أو أقل من اللحوم التقليدية”.
وأشارت كيتشنز أن “اللحوم المزروعة في المختبر لا تحتوي على جهاز مناعي يعمل بشكل كامل، لذا يعتقد أنها أكثر عرضة للتلوث.”
في المقابل، قالت مايا كيري: “اللحوم المزروعة في المختبر يمكن أن تكون أفضل من اللحوم التقليدية فيما يخص اعتبارات السلامة”.
وأوضحت: “لا يتم استخدام المضادات الحيوية والعوامل المضادة للفطريات على الإطلاق أثناء عملية إنتاج اللحوم المزروعة، ولكن يمكن استخدامها بكميات صغيرة جدًا خلال مراحل ما قبل الإنتاج، ولذلك، فإنها لن تساهم في مقاومة المضادات الحيوية ومن المرجح أن تؤدي إلى عدد أقل من الأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية”.
وأضافت كيري: “العديد من الأمراض التي يواجهها البشر مصدرها الحيوانات، ويمكن أن تقدم زراعة اللحوم في المختبر حلًّا آمنًا”.
وواصلت: “للحد من مخاطر الأمراض الحيوانية المنشأ، يتم فحص الخلايا المستخدمة في إنتاج اللحوم المزروعة بعناية والتأكد من عدم وجود مسببات الأمراض المعدية، بما في ذلك الفيروسات والبكتيريا والميكروبات الأخرى”.
مزايا اللحوم المزروعة في المعامل
إلى جانب الفوائد المحتملة المتعلقة بسلامة الغذاء، هناك إيجابيات للحوم المزروعة في المختبرات، مثل عامل الاستدامة؛ لأن زراعة لحوم الدجاج في المختبر تستخدم موارد أقل بكثير من تربية الدجاج الحي في المزارع.
قال كاي: “عند إنتاج اللحوم المزروعة باستخدام الطاقة المتجددة على نطاق أوسع، فمن المتوقع أن بنتج عنها كميّات أقل من الانبعاثات، واستهلاك مياه ومساحات أقل، مقارنة بإنتاج اللحوم التقليدية”.
وفقًا لجامعة أكسفورد، فإن اللحوم المزروعة في المعامل لديها القدرة على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 96%.
وفي الوقت نفسه، توفّر اللحوم المزروعة فرصة للنباتيين للاستمتاع بتناول البروتين الحيواني، خاصة أولئك الذين يمتنعون عنه حاليًا، بسبب رفضهم لممارسة قتل الحيوانات الحية للحصول على لحومها.
هل تُبيح الشريعة الإسلامية أكل اللحوم المصنَّعة؟