منوعات تقنية

هل تصبح اللحوم المُستنبَتة غذاء المستقبل ؟

تواجه البشرية العديد من التحديات بسبب معدلات الزيادة السكانية المرتفعة، وتَقلُّص مساحة الأرض الزراعية، بالإضافة إلى خطر الجفاف الناتج عن تغير المناخ، كل ما سبق يعني أنَّ على الإنسان أنْ يبحث عن تحقيق الاستدامة للموارد المختلفة، لا سيما المتعلقة بالغذاء.

يحاول الخبراء ابتكار طرق جديدة لتأمين احتياجات الناس من الغذاء، وآخر تلك الابتكارات هي اللحوم المصنعة في المختبر، وهي تجارب موجودة منذ فترة، لكن مؤخرًا استخدمت شركة في أيسلندا الشعير لصناعة اللحوم.

الشعير اختيار مثالي

وجد العلماء في شركة “أو آر إف جيناتيكس” أن استخدام الشعير للحصول على اللحوم أقل تكلفة وأكثر قابلية للتوسع في زراعته، ومن المتوقع أن تُحدِث اللحوم المصنعة من النباتات طفرة في تصنيع شرائح اللحم، ومكافحةِ انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والصيد الجائر والمخلفات المرتبطة بتربية المواشي.

وتقول “أرنا رونارسدوتير” إحدى خبراء “أو آر إف جيناتكس” إن الشعير عُدِّل ليحتوي على ما يُعرف ببروتين النمو، حيث تُحصد البذور بعد زراعتها وتُطحن وتُنقى لاستخلاص البروتين المستهدف، ومن ثم صناعة اللحم في المختبر.

وتابعت “رونارسدوتير” كلامها: “أعتقد أننا وصلنا لنقطة فارقة، الكرة الأرضية لن تكبر عما هي عليه الآن، وبالتالي لن يكون لدينا المزيد من الأراضي الزراعية لتربية الماشية وإطعامها، خاصة أن معدلات السكان في زيادة مستمرة، وعلينا إطعام كل الناس، النظرية التي نطبقها تقوم على أساس أن لحوم المختبر تحتاج أراضي أقل وطاقةً أقل مقارنة بمزارع الماشية، كما تُخرج مخلفات أقل ضررا”.

[two-column]

الشعير تَسهُل زراعته بشكل موسع، ويمكنه أن يزدهر في بيئات مناخية مختلفة.

[/two-column]

دور الخلايا الجذعية

وتواصل: “نحتاج أراضي زراعية أكبر لنمو الغذاء من أجل إطعام الحيوانات، نحن بشكل أساسي نتفادى ذلك، كل ما نحتاجه من الحيوانات الآن هو الحصول على الخلايا الجذعية وحسب، وأعتقد أن ذلك أكثر قابلية للتطبيق على أرض الواقع، كما أنه حلٌّ صديقٌ للبيئة وخيار أفضل؛ لأن نبات الشعير تسهل زراعته بشكل موسع، ويمكنه أن يزدهر في بيئات مناخية مختلفة”.

توجيه صناعة الثروة الحيوانية نحو المختبرات باستخدام الخلايا الحيوانية هي فكرة ساحرة، وتُشير التوقعات إلى إقبال الناس عليها، إذ أشار تقرير لشركة McKinsey and Company مؤخرًا إلى أن سوق اللحوم المزروعة قد تصل إلى 25 مليار دولار بحلول عام 2030، كما تُشير التوقعات إلى أن سعر الإنتاج سينخفض ​​كثيرًا خلال السنوات التسع المقبلة، من 10000 دولار للرطل إلى حوالي 2.50 دولار للرطل، وهو انخفاض مذهل بمقدار 4000 ضعف.