سارع بعض قادة دول العالم لتهنئة رجب طيب أردوغان بفوزه في انتخابات الرئاسة التركية، مما يبرز الأهمية الاستراتيجية العالمية لتركيا، والتي زادت بشكل كبير على خلفية الحرب الأوكرانية الروسية، فما الذي تمثّله لكل منهم؟
روسيا تسعى لضمان استمرار الموقف التركي من حربها في أوكرانيا
حرص الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أن يكون أول من يهنئ “أردوغان” بفوزه بفترة رئاسة جديدة.
واعتبر “بوتين” أن سبب تفوّق الرئيس التركي على منافسه كمال كليجدار أوغلو، هو “سياسة أردوغان الخارجية المستقلة” على حد وصفه.
ويوضح هذا سبب أهمية تركيا بالنسبة لروسيا، حيث تحب موسكو سياسة أنقرة، المتمثلة في رفض “أردوغان” نبذ الكرملين بعد بدء حربها في أوكرانيا، حتى مع فرض حلفاء تركيا في الناتو عقوبات وخفض اعتمادهم في مجال الطاقة على روسيا.
ويدلّل على هذا أن التجارة بين تركيا وروسيا زادت بشكل كبير منذ بداية الحرب في أوكرانيا.
أوكرانيا والسويد و”الهجرة” ملفات تجبر الغرب على تعزيز الصداقة مع “أردوغان”
هنّأ الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، “أردوغان” على فوزه بالانتخابات، على الرغم من كرههما لقربه من الكرملين، ولكن تظل تركيا حليف مهم.
تشارك تركيا في جميع مهام حلف “الناتو”، باعتبارها عضوًا رئيسيًا فيه، وفي ظل حفاظ “أردوغان” على علاقات وثيقة مع روسيا، فهو يقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا أيضًا.
تدفع هذه الأسباب البيت الأبيض لمحاولة إقناع أردوغان بالموافقة على عضوية السويد في “الناتو”؛ لتوفير غطا لبحر البلطيق للتحالف ضد روسيا.
ويأمل الغرب في أن تكون حالة الاقتصاد التركي نقطة ضعف للضغط من أجل انضمام السويد إلى “الناتو” كمقابل.
وبالنسبة لـ “ماكرون”، فهو يشعر بالقلق بشأن الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي ويأمل في الحصول على رسائل طمأنة من “أردوغان”، بأن بلاده في أمان من هذه الناحية.
ويشار أنه خلال أزمة الهجرة في عام 2015، قام أكثر من مليون لاجئ وطالب لجوء معظمهم من سوريا بالسفر عبر البحر الأبيض المتوسط إلى دول الاتحاد الأوروبي على متن قوارب مهربي البشر.
بعد ذلك أبرمت بروكسل صفقة مع تركيا، في مقابل مبلغ كبير من المال والسفر بدون تأشيرة للأتراك إلى الاتحاد الأوروبي، لمنع المهاجرين الذين ليس لديهم أوراق.
ويخشى الاتحاد الأوروبي من احتمال قيام تركيا بإعادة اللاجئين إلى سوريا، ومن أن تسمح لمهربي البشر مرة أخرى بإرسال قوارب لطالبي اللجوء وغيرهم من المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط.
ماذا حدث في جولة الحسم بانتخابات الرئاسة التركية؟
كيف سيتصرف أردوغان مع القضايا العالقة بعد فوزه بالانتخابات في تركيا؟