تعد مدينة نيويورك الأمريكية هي واحدة من أكثر المدن ازدحامًا في العالم، وتكتظ المدينة بناطحات السحاب والمباني التي أصبحت تمثل مشكلة بسبب الوزن الجماعي الذي بدأ يؤثر على مستوى سطح الأرض، فمن المتوقع أن يرتفع مستوى سطح البحر حول المدينة بأكثر من ضعف المعدل العالمي، ومن المتوقع أن يرتفع ما بين 8 بوصات و 30 بوصة بحلول عام 2030.
تأثير من الناحية المناخية
يتوقع العلماء أن تتأثر المدينة الأمريكية مناخيًا بتغير مستوى سطح الأرض، حيث سيتكرر هطول الأمطار والأعاصير، ويرى توم بارسونز الباحث الجيوفيزيائي في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن الظاهرة تسببت في تضرر المدينة بشكل أكبر من الأعاصير في منطقتي ساندي وإيدا، حيث تسبب هطول الأمطار الغزيرة في غمر المدينة.
وفي السياق ذاته نشرت مجلة “Earth’s Future” تقرير حول تأثير المباني الشاهقة في المناطق الساحلية أو النهرية أو المطلة على البحيرة، وكيف تساهم في زيادة مخاطر الفيضانات في المستقبل، وضرورة اتخاذ تدابير للتخفيف من الآثار الخطرة المحتملة.
مستوى الهبوط الأرضي سنويًا
أجرى العلماء دراسة حول تأثير كتلة 1،084،954 مبنى كانت موجودة في الأحياء الخمس لمدينة نيويورك، وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أنهم كانوا يزنون حوالي 1.68 تريليون رطل أي 762 مليار كجم – أي ما يعادل 1.9 مليون طائرة بوينج 747-400 محملة بالكامل.
وفي المرحلة الثانية من الدراسة تم عمل محاكاة لحساب تأثيرات هذا الوزن على الأرض، ومقارنة ذلك ببيانات الأقمار الصناعية التي تظهر جيولوجيا السطح الفعلية، وكشف عن المعدل الذي تغرق فيه المدينة، حيث بلغ المتوسط حوالي 1 إلى 2 مليمتر في السنة، مع بعض المناطق التي يكون فيها هبوط أكبر يصل إلى حوالي 4 ميليمترات في السنة.
الأزمة تطال مدنًا أخرى
أثبتت دراسة أجريت في 2022 أن 44 مدينة ساحلية من بين 48 مدينة ساحلية مكتظة بالسكان حول العالم، تغرق بمعدل أسرع من ارتفاع مستويات سطح البحر، مما يدل على ضرورة مراعاة وزن المباني في المدن الساحلية وحساب تأثيرها في هبوط الأرض تحتها.
ويوضح “بارسونز” أن بعض المناطق في مانهاتن السفلى وبروكلين وكوينز هي من بين تلك التي تغرق بمعدل أسرع من المتوسط.
وتشير الدراسات أيضًا إلى أن جاكرتا تغرق بسرعة كبيرة لدرجة جعلت الحكومة الإندونيسية تخطط لبناء عاصمة جديدة في مكان آخر.
وأشار “بارسونز” إلى أن هناك أسبابًا أخرى للهبوط الأرضي مثل وجود المباني على تربة ناعمة جدًا أو أعلى مياه جوفية، بالإضافة إلى حدوث هبوط يصعب تفسيره مثلما يحدث في الطرف الشمالي لجزيرة ستاتن ولا يزال يشكل لغزًا.
وينصح العلماء باستخدام النمذجة الحاسوبية وقياسات الأقمار الصناعية وبيانات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لتقدير معدلات الغرق قصيرة وطويلة الأجل لمناطق مختلفة من المدينة وتحديد المناطق الأكثر تعرضًا للخطر، وبحث الحلول المناسبة لها.
في ذكرى تأسيس “FIFA”.. أغرب القوانين الي يُقرها الاتحاد لتنظيم اللعبة
شاهد السماء تمطر ديدانًا للمرة الثانية في 2023!
النحل الأزرق.. الأجمل في العالم صاحب طريقة التلقيح “الاهتزازية”