برز اسم أوريليان براديه، في عالم السياسة مؤخرًا، بعد نجاحه في منع تمرير مشروع قانون للحكومة الفرنسية يتعلق برفع سن التقاعد إلى 64 عامًا.
وكان لعضو البرلمان الذي يبلغ من العمر 37 عامًا فقط، الفضل في إفشال تصويت طرحته الحكومة بدعم من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في البرلمان بخصوص القانون، ومن وقتها بات براديه من مشاهير السياسة وساعده في ذلك وسامته ولباقته.
وفي مشهد لافت، انشق براديه عن حزب الجمهوريين الذي ينتمي له والداعم لمشروع القانون، ووفق تقارير إعلامية، فإنه ليس من المستبعد أن يخوض براديه السباق الرئاسي.
وعلى خطى براديه، اتخذ العديد من نواب حزب النهضة صاحب الأغلبية البرلمانية ذات القرار، وهو ما وضع الحزب في موقف صعب بعد أن كان يعتمد على أصوات أعضائه لتمرير مشروع االقانون.
ودفعت تلك التغييرات الحكومة لأن تسلك طريقًا آخرًا من أجل إقرار القانون، وكان من ضمنها استخدام صلاحيات دستورية مثيرة للجدل ترتب عليها مظاهرات عنيفة استمرت لأسابيع.
لم تتوقف مواجهات برادييه مع الحكومة عند التصدي لمخطط رفع سن التقاعد فقط، فبعد ذلك بفترة قصيرة صوت ضدها في اقتراع كان يستطلع الآراء حول حجب الثقة عنها لإجبارها على الاستقالة.
ولكن كان النجاح في هذه الجولة من نصيب الحكومة التي استطاعت الانتصار بفارق 9 أصوات فقط، وردًا على سياسته المعارضة تم تجريد براديه من منصبه كنائب رئيس حزب النهضة.
اعتمد السياسي الثلاثيني على ذاته أثناء حملته الانتخابية الأولى، وكانت خطته تستهدف لقاء كل ناخبيه وهو ما جعله يتنقل بين قرى منطقته بشكل مستمر بواسطة دراجته، إذ كان وقتها لا يستطيع شراء سيارة، كما حضر الفعاليات المختلفة في سوق القرية للاحتكاك بالناس.
وبهذه الخطة نجح براديه في الحصول على مقعد في البرلمان في عمر 31 عامًا، وفي العام الماضي أُعيد انتخابة مرة أخرى في منطقة تُعتبر معقلًا للاشتراكيين.
ولم تكن عضوية البرلمان هي الخطوة السياسية الأولى في حياة براديه، إذ تولى منصب عمدة القرية في عام 2014، ثم حظى بعضوية المجلس المحلي.
ويطمح السياسي الفرنسي في إحداث تغييرات على تيار اليمين، الذي يعتقد أنه أصبح طاردًا للفرنسيين مؤخرًا، بسبب أنه لم يعد يُعبر عن الطبقات الكادحة التي تعاني في سبيل الحصول على احتياجاتها الأساسية، وفي المقابل بدأت في تبني خطابات موجهة للطبقة البرجوازية.
من هو الصديق الوحيد الذي يزور داني ألفيس في السجن؟
