وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو، اليوم الاثنين، في أول زيارة له إلى روسيا منذ غزو أوكرانيا العام الماضي؛ لإجراء محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين.
وأعلن الكرملين، أن الرئيس الروسي ونظيره الصيني سيبحثان “خطة بكين لتسوية النزاع في أوكرانيا”، فيما صرّح “شي جين بينغ” عند وصوله لموسكو أن الزيارة تأتي رغبة منه في العمل إلى جانب “بوتين” من أجل “حماية النظام الدولي”، فما الذي يتوقعه كل منهما من الآخر؟
“بوتين” ينتظر أسلحة الصين
تعد الزيارة التي يقوم بها الرئيس الصيني علامة واضحة على دعم روسيا ورئيسها في وقت يتعرض فيه الكرملين لضغوط دولية مكثفة، ويعتقد الصحافي “ديمتري موراتوف”، الحائز سابقًا على جائزة نوبل للسلام، أن “بوتين” يبني كتلته الخاصة، إذ لم يعد يثق في الغرب ولن يفعل ذلك مرة أخرى”.
ويقول موراتوف: “يبحث “بوتين” عن حلفاء ويحاول جعل روسيا جزءًا من حصن مشترك مع الصين، وكذلك مع الهند، وبعض أجزاء أمريكا اللاتينية وأفريقيا. بوتين يبني عالمه المعادي للغرب.”
ويرى ألكسندر جابوف، الباحث البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي أن “الحرب أصبحت المبدأ المنظم للسياسة الداخلية الروسية والسياسة الخارجية والسياسة الاقتصادية، هناك هوس بتدمير أوكرانيا”.
ويوضح: “من أجل ذلك تحتاج “موسكو” إلى أسلحة وأموال وشريان حياة اقتصادي، الصين ستزود روسيا، على الأقل، بمكونات الأسلحة والتقنيات المدنية التي يمكن استخدامها للأغراض العسكرية”.
ويتوقع المحللون أن تكون خطوط أنابيب النفط والغاز والطاقة على جدول أعمال محادثات “بوتين” و”شي” لمواجهة العقوبات الغربية ودعم الاقتصاد الروسي.
ثلاثة خيارات أمام الرئيس الصيني
فكّر العديد من المحللين فيما قد تفعله الصين إذا بدا أن روسيا تواجه هزيمة واضحة ومهينة في ساحة المعركة، إذ تقول الحكومة الصينية إنها محايدة، ولكن قد تتراجع عن هذا لدعم حليفتها.
بعد وصول شي إلى موسكو، قد يتحدث هو ونظيره الروسي عن أشياء أخرى، إلا أن كل الاهتمام سيكون على الأزمة الأوكرانية، وفي هذا الشأن ينحصر موقف الرئيس الصيني بين ثلاثة خيارات، وهي:
– القول إن الوقت قد حان للنظر في التراجع مع بعض الحلول الوسط لحفظ ماء الوجه.
– منح الضوء الأخضر للاستمرار في الحرب أو حتى زيادة حدّتها.
– ابتعاد الصين عن الصورة.
يقول محللون إنه مع الخيار الأول، إذا كانت بكين قادرة مرة أخرى على المطالبة بعباءة صانع السلام العالمي بعد رعاية إعادة العلاقات السعودية الإيرانية، فسيكون هذا غير مستبعد، ولكن المشكلة الرئيسية في هذا الخيار هي إلى أي مدى سيعود بالفائدة على الصين.
الخيار الأكثر كآبة هو الخيار الثاني، لكن هناك قراءة تفيد بأن حرب روسيا مع أوكرانيا تلعب دورًا في إستراتيجية بكين الجيوسياسية، حيث يتصدى الكرملين للغرب، ويستهلك موارد الناتو، وكلما طالت الحرب، كلما اختبرت شهية الجمهور الغربي لمزيد من الصراع إذا كان على جيش التحرير الشعبي أن يتحرك للسيطرة على تايوان بالقوة.
قد تكون الحسابات من بكين هي أنه كلما استمرت الحرب، قل عدد الأشخاص الذين يرغبون في المشاركة في حرب أخرى.
ويستبعد المحللون الخيار الثالث، فمطالبة الحكومة الصينية بالحياد لا يتطابق مع التقارير الإخبارية التي تبثّها وسائل الإعلام الرسمية، فنشرات التلفزيون المسائية تخصص نسبة كبيرة من تغطيتها لـ “إلقاء اللوم على الغرب في الصراع”، كما تقول الصين إنه يجب احترام سيادة جميع الدول، ولكن ينبغي أيضًا احترام “المخاوف الأمنية المشروعة” للدول الأخرى.
وأخيرًا عندما يغادر “شي” موسكو في غضون أيام قليلة، سيكون “بوتين” إما قلقًا بشأن تذبذب الدعم الصيني، أو عزز موقفه بدعم أحد أقوى الزعماء على هذا الكوكب.
بعد إدانة بوتين.. هذه أبرز اختصاصات وصلاحيات المحكمة الجنائية الدولية
“الجنائية الدولية” تتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب وتُصدر مذكرة توقيف بحقه
الانتقادات تحاصر بوتين من الداخل.. هل فقد الرئيس الروسي دعم حلفائه؟