logo alelm
سياحة المغامرات في السعودية.. من الصحراء للسماء

يحل يوم السياحة العالمي لسنة 2025، والذي يوافق 27 سبتمبر من كل عام، بينما تشهد سياحة المغامرات في السعودية رواجًا وانتشارًا غير مسبوق، مدفوعة بتضاريسها الطبيعية المتفردة وجهود حكومية حثيثة تهدف إلى ترسيخ مكانة المملكة كقبلة لعشاق الإثارة والتحديات من كل أرجاء العالم/ فمن الصحاري الشاسعة والكثبان الرملية الذهبية، إلى الجبال الشاهقة الخضراء والسواحل الممتدة على البحر الأحمر والخليج العربي، تقدم البلاد منتجًا سياحيًا متكاملًا يلبي شغف الباحثين عن تجارب لا تُنسى.

ويأتي هذا التحول في وقت تؤكد فيه تقارير عالمية، مثل تقرير “ماريوت بونفوي” لاتجاهات السفر لعام 2025، أن سياحة المغامرات باتت أحد أبرز الأنماط المفضلة عالمياً، حيث أفاد 83% من المسافرين بأنهم يشعرون بجرأة أكبر لخوض تجارب جديدة خلال إجازاتهم.

وتعكس هذه الأرقام الإقبال المتزايد الذي تشهده المملكة، والذي لم يعد يقتصر على المواطنين والمقيمين، بل امتد ليشمل السياح الدوليين الذين يجدون في السعودية وجهة تجمع بين عبق التاريخ وروعة الطبيعة وقوة المغامرة، وقد ساهم تأسيس اتحادات رياضية متخصصة، مثل الاتحاد السعودي لرياضات المغامرة، في توفير بيئة آمنة ومنظمة لممارسة هذه الأنشطة، مما عزز من جاذبية سياحة المغامرات في السعودية كخيار رئيسي على الساحة الدولية.

أبرز وجهات سياحة المغامرات في السعودية

تقدم صحاري المملكة، من منطقة الثمامة في الرياض وصولاً إلى الربع الخالي، تجربة فريدة للمغامرين، حيث تعد رياضة “التطعيس” أو القيادة على الكثبان الرملية من أشهر الأنشطة التي تجذب الشباب.

ويتيح منظمو الرحلات السياحية، فرصة استئجار سيارات الدفع الرباعي المجهزة والانضمام لجولات منظمة تشمل ولائم عربية وجلسات سمر تحت النجوم، ولا تقتصر التجربة على ذلك، بل تمتد لتشمل التخييم في مناطق ذات عمق تاريخي وأثري، أو الانطلاق في رحلات استكشافية تمتد لأيام في قلب الربع الخالي.

وفي منطقة العلا، ترتقي التجربة الصحراوية إلى مستوى آخر، حيث يمكن للزوار الانطلاق في جولات بالمركبات الصغيرة بين الأخاديد الصخرية المذهلة، أو التحليق في السماء عبر رحلات المنطاد التي تكشف عن جمال التكوينات الصخرية مثل “صخرة الفيل”.

تنوع فريد لسياحة المغامرات في السعودية

وتمثل الجبال والسواحل وجهين آخرين لثراء سياحة المغامرات في السعودية، ففي جنوب غرب المملكة، تجذب جبال الهدا والشفا في الطائف ووادي لجب في جازان هواة رياضة المشي لمسافات طويلة (الهايكنج) وتسلق الصخور، للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والشلالات المائية العذبة.

وفي العلا، تقدم أنشطة مثل الزلاجة الهوائية المعلقة، ومسار “فيا فيراتا” لتسلق الصخور، جرعة عالية من الأدرينالين للمحترفين، وعلى الجانب الآخر، يعد البحر الأحمر كنزًا حقيقيًا لعشاق المغامرات المائية، حيث توفر مدينة جدة مراكز غوص عالمية المستوى لاستكشاف رابع أكبر حيد مرجاني في العالم في بحيرة الوجه، ومداعبة أسماك القرش والدلافين، والغوص بين حطام السفن الشهير مثل “آن آن”.

كما توفر المنتجعات على ساحل الخليج العربي في المنطقة الشرقية، مثل خليج نصف القمر، فرصة لممارسة رياضات مائية متنوعة مثل ركوب الأمواج والتزلج على الماء.

اتجاهات السفر تكشف رواج سياحة المغامرات في السعودية

يؤكد الخبراء أن البنية التحتية المتطورة التي جاءت نتاجاً لمبادرات رؤية 2030، قد لعبت دورًا محوريًا في تمكين هذا القطاع.

وتظهر الدراسات أن المسافر السعودي أصبح يعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي في تخطيط رحلاته بنسبة تصل إلى 61%، مما يعكس وعيًا ورغبة في استكشاف تجارب جديدة ومخصصة. إن تطابق الأنشطة التي تقدمها المملكة، من تسلق المرتفعات والقفز بالمظلات إلى استكشاف المواقع التراثية مثل العلا والدرعية، مع ما يبحث عنه المسافر العالمي والمحلي، هو ما يفسر الازدهار الكبير الذي تشهده سياحة المغامرات في السعودية اليوم، محولةً المملكة من مجرد محطة عبور إلى وجهة عالمية متكاملة.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

الجوز.. سر النوم الهانئ

المقالة التالية

ولايات المعمرين في أمريكا.. قفزة في متوسط الأعمار