أعلنت السلطات في هونغ كونغ، مطلع هذا الأسبوع، نجاحها في تفكيك قنبلة ضخمة تعود لحقبة الحرب العالمية الثانية، وذلك بعد عملية معقدة استمرت لساعات وأدت إلى إجلاء آلاف السكان من منازلهم في حالة من الترقب والقلق.
تم اكتشاف القنبلة الأمريكية الصنع عن طريق الصدفة من قبل عمال بناء في منطقة “كواري باي”، وهي منطقة سكنية وتجارية مكتظة، مما استدعى استجابة سريعة من فرق المتفجرات التابعة للشرطة لتأمين الموقع والتعامل مع الخطر المحدق.
ويبلغ طول القنبلة المكتشفة 1.5 متر، ويزن حوالي 450 كيلوغرامًا، وهو ما يعكس القوة التدميرية الهائلة التي كانت تحملها، وقد أكد المسؤول في الشرطة، آندي تشان تين تشو، في حديث للصحفيين قبل بدء العملية، أن الجسم الذي تم العثور عليه هو بالفعل قنبلة من الحرب العالمية الثانية، مشيرًا أن “المخاطر العالية بشكل استثنائي والمرتبطة بالتخلص منها” استدعت حث ما يقرب من 1900 أسرة، تضم حوالي 6000 شخص، على “الإخلاء السريع” لضمان سلامتهم.
بدأت عملية تفكيك القنبلة في وقت متأخر من ليلة الجمعة، واستمرت حتى حوالي الساعة 11:30 من صباح يوم السبت، حيث تكللت بالنجاح دون تسجيل أي إصابات.
ويعيد هذا الاكتشاف إلى الأذهان التاريخ المضطرب لهونغ كونغ خلال فترة الحرب العالمية الثانية، حيث كانت المدينة تحت الاحتلال الياباني وشكلت قاعدة عسكرية وبحرية للقوات اليابانية.
ونتيجة لذلك، استهدفتها غارات جوية من قبل الولايات المتحدة وقوات الحلفاء بهدف تعطيل خطوط الإمداد والبنية التحتية اليابانية، مما أدى إلى سقوط العديد من القنابل التي لم ينفجر بعضها وبقي خامدًا تحت الأرض لعقود.
وتعد الحرب العالمية الثانية، التي امتدت من عام 1939 إلى 1945، النزاع الأكثر دموية في تاريخ البشرية، حيث شاركت فيه غالبية دول العالم في حلفين رئيسيين هما، قوات الحلفاء والمحور.
وخلّفت هذه الحرب وراءها دمارًا هائلًا وخسائر بشرية تقدر بما بين 70 إلى 85 مليون شخص. وإلى جانب الخسائر البشرية، تركت الحرب العالمية الثانية إرثًا ماديًا خطيرًا، يتمثل في الذخائر والقنابل غير المنفجرة التي لا تزال تُكتشف حتى يومنا هذا في العديد من المدن الأوروبية والآسيوية، لتشكل تذكيرًا دائمًا بأهوال ذلك الصراع.
ويعد العثور على مثل هذه المخلفات ليس بالأمر النادر في هونغ كونغ، حيث تظهر بين الحين والآخر في مواقع البناء والتشييد، لتستنفر السلطات وتثير قلق السكان.