logo alelm
هوس الماتشا.. المسحوق الأخضر الذي أصبح ذهبًا

وصلت أسعار الماتشا إلى مستويات قياسية بسبب زيادة الطلب العالمي عليه بفضل فوائده الصحية، وفي الوقت نفسه أدت موجة حر غير مسبوقة في اليابان إلى التأثير سلبًا على الإمدادات، مما قد يتسبب في ارتفاع الأسعار مجددًا، ونتيجة لذلك تخطط شركة الشاي العملاقة “إيتو إن” لرفع أسعار الشاي الأخضر والماتشا بنسبة تتراوح بين 50% و100% مع بداية شهر سبتمبر، وهذا يرجع إلى ارتفاع تكاليف المواد الخام والعمالة.

ارتفاع قياسي لأسعار الماتشا

لطالما كان الماتشا جزءًا من الثقافة اليابانية منذ القرن الثاني عشر، حيث كان استهلاكه يقتصر على طقوس الشاي الخاصة بكميات قليلة، لكن في السنوات الأخيرة، ازداد الطلب عليه بشكل كبير بعد انتشار فوائده الصحية ، كما ساهم في ازدهار قطاع السياحة بعد الجائحة في ارتفاع أسعاره.

وفقًا لوزارة المالية اليابانية، بلغت صادرات اليابان من الشاي الأخضر العام الماضي 36.4 مليار ين ما يعادل 247 مليون دولار، وهو ما يمثل زيادة بأربعة أضعاف خلال عقد واحد، وتُعد الولايات المتحدة أكبر مستورد للشاي الأخضر الياباني، حيث تستقبل نحو 44% من إجمالي الصادرات، ومعظمها يأتي على هيئة مسحوق الماتشا.

وتشير التقارير إلى أن أسعار الماتشا قد تضاعفت العام الماضي، وأصبح العثور على كميات منه صعبًا حتى في طوكيو، ونتيجة لذلك، فرضت المتاجر قيودًا على الشراء للحد من التكديس وضمان استمرار توفر المنتج.

وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار وصعوبة العثور عليه، لا يزال الماتشا يحظى بشعبية كبيرة بين السياح الذين يزورون اليابان، وقد نفدت كميات كبيرة منه من المتاجر الإلكترونية الأمريكية قبل أشهر، بعد أن سارع المشترون لتخزينه قبل فرض الرسوم الجمركية.

زراعة التينشا لصناعة الماتشا

وتدرس الحكومة اليابانية دعم المزارعين لتشجيعهم على تخصيص المزيد من الحقول لزراعة التينشا وهو نوع الشاي المستخدم في صنع الماتشا، كمحاولة لتخفيف الضغط على المجتمعات الزراعية المتقدمة في السن في اليابان، حيث يعد إنتاج التينشا أكثر ربحية، ولكنه يتطلب جهدًا أكبر.

وتحتاج التينشا إلى حماية البراعم من أشعة الشمس لتكتسب نكهتها المميزة، ووفقًا للمنتجين، فإنهم يواجهون نقصًا في الأيدي العاملة اللازمة لحصاد الأوراق، وتبخيرها، وتجفيفها، وطحنها.

وشهدت أسعار شاي التينشا ارتفاعًا بنسبة 170% مقارنة بالعام الماضي لتصل إلى 8,235 ينًا للكيلوغرام الواحد في مزاد الربيع بمدينة كيوتو ، وبذلك حطّمت الأسعار الرقم القياسي السابق المسجل عام 2016، والذي بلغ 4,862 ينًا للكيلوغرام، وفقًا للجمعية العالمية للشاي الياباني

طفرة في توريد الماتشا

تشهد المنافسة على توريد الماتشا ارتفاعًا حادًا، مما دفع شركة إيتو إن، وهي أكبر شركة لبيع الشاي الأخضر المعبأ في العالم، لإنشاء قسم متخصص لتوريده وإنتاجه، وتتوقع الشركة زيادة مبيعاتها الخارجية بنسبة 11% هذا العام، وبسبب ارتفاع تكاليف المواد الخام والعمالة، تخطط الشركة لرفع أسعار منتجاتها من الشاي الأخضر والماتشا بنسبة تتراوح بين 50% و100% اعتبارًا من سبتمبر.

قامت شركة إيتو إن بإبرام عقود مع مزارعين لتأمين 7000 طن من الشاي الأخضر العادي سنويًا، بينما لا يتجاوز إنتاجها من شاي التينشا المستخدم في الماتشا 600 طن فقط، وقد أكدت الشركة أن إقناع المزارعين بزيادة إنتاج التينشا كان تحديًا كبيرًا، لأنهم يشعرون بالقلق من تراجع الطلب الحالي على الماتشا في المستقبل.

قال ياسوتاكا يوكوميتشي، مدير قسم الماتشا الجديد في شركة إيتو إن، إن شعبية الماتشا مذهلة وأن جميع مصانع الشركة ومقاوليها يعملون بأقصى طاقتهم لتلبية الطلب، موضحًا أن أحد التحديات الرئيسية هو تأمين مطاحن كافية لطحن أوراق التينشا إلى مسحوق الماتشا.

وأشار إلى أن عملية الطحن بطيئة جدًا، حيث قد يستغرق طحن 40 جرامًا من الماتشا ساعة كاملة، وذلك لتجنب الحرارة التي قد تؤثر على جودته.

اقرأ أيضًا:

فائدة حقيقية أم شهرة مؤقتة؟ هنا حقيقة الماتشا

هوس الماتشا يستنزف الإمدادات العالمية ويرفع الأسعار وسط موجات حر وجمارك أمريكية

إنفوجرافيك | أكثر مشروبات تحتوي على الكافيين

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

بعد اغتيال وزرائها.. كيف سترد جماعة الحوثي على الضربة الإسرائيلية؟

المقالة التالية

إنفوجرافيك| الكيان المحتل “منبوذ” بسبب غزة