بينما يعتقد كثيرون أن جانبي الجسم يعكسان صورة متطابقة، فإن القدمين غالبًا ما تخالفان هذا التصور، حيث إن الفروق في أحجام القدمين ليست أمرًا نادرًا، بل قاعدة شائعة كما تشير العديد من الدراسات.
توضح الدكتورة «كورين ريني»، وهي أخصائية الأقدام في مركز «نيويورك فوت آند آنكل»، أن «أجسامنا قد تكون متناظرة إلى حد ما، لكنها ليست متطابقة تمامًا».
وتظهر دراسة أجريت عام 1983 على 4 آلاف امرأة و2800 رجل في الولايات المتحدة، أن أقدام المشاركين لم تكن متساوية في الحجم أو الشكل، وتدعم هذا الاستنتاج دراسة لاحقة نشرت عام 2018 في مجلة «SATRA Bulletin»، بينت أن 19% من البريطانيين لديهم فروق طول بين القدمين تزيد عن 4 ملم، ما يعادل نصف مقاس الحذاء تقريبًا.
لا توجد إجابة قاطعة حول أي القدمين عادة ما تكون الأكبر، حيث تشير تقارير مركز «سنتر فور فوت كير»، في الولايات المتحدة، إلى أن 80% من السكان لديهم قدم يسرى أكبر من اليمنى، وهو ما عزته عيادة «سيتي كيروبودي» في لندن إلى تأثير هيمنة اليد اليمنى على الجسم، حيث تعمل القدم اليسرى بشكل أكبر لتحقيق التوازن.
ومع ذلك، كشفت دراسة عام 1983 أن احتمال أن تكون القدم الأكبر هي اليمنى أو اليسرى متساوٍ. في المقابل، توصلت دراسة 2018 إلى أن القدم اليمنى كانت الأطول لدى 50.7% من النساء و54.8% من الرجال في المملكة المتحدة.
الاختلاف بين القدمين يمكن أن يكون نتيجة عوامل متنوعة:
كما يمكن لعوامل مهنية أن تسهم في هذا التفاوت، مثل راقصي الباليه الذين يميلون إلى استخدام قدم أكثر من الأخرى، مما يؤدي إلى زيادة كتلة العضلات في القدم المستخدمة بشكل مكثف.
في معظم الحالات، يقتصر تأثير الاختلاف في حجم القدمين على كونه مصدر إزعاج عند اختيار الأحذية. للتغلب على ذلك، ينصح بشراء حذاء يناسب القدم الأكبر واستخدام أدوات مخصصة من أخصائيي الأقدام لجعل الحذاء مناسبًا للقدم الأصغر.
بالنسبة للحالات الشديدة التي تؤثر على الحياة اليومية أو تسبب ألمًا مزمنًا، قد تكون الجراحة حلًا ضروريًا، وتشمل الخيارات الجراحية ترقيع العظام أو تقصيرها، مع مراعاة أن الجسم يمكنه التكيف مع تغييرات تصل إلى 2 سم.
